زكية إبراهيم الحجي
اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي عالمنا المعاصر وبات كل فرد منا يمتلك حساباً في أكثر من موقع.. ومن المؤكد أن لهذه المواقع سلبياتها وإيجابياتها حتى أن كثيراً من الأشخاص اكتسب شهرة واسعة على هذه المواقع دونما تقديم محتوى نافع أو مفيد.. وهذا واحد من سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي.. وما تأتي به الرياح يتلاشى مع أول زوبعة وتبقى الشهرة عالقة في الوهم.. ونتيجة هذا الوهم وفي ظل عصر السرعة يتملك هوس الحصول على كل ما هو جاهز ودون أي جهد يُبذل عدداً كبيراً من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي وذلك بحثاً عن أقصر طرق النجاح والشهرة السريعة.. وباتت تلك التجارة هي الأكثر رواجاً في الفضاء الافتراضي فانتشر من قبيل ذلك وعلى سبيل المثال نوع من الدورات الوهمية وكتب تحمل عناوين مغرية تجذب الشباب لها مثل «كيف تصبح غنياً في ثلاثة أيام» أو «كيف تتعلّم في يومين دون الاستعانة بمعلم» غيض من فيض من «كيف.. وكيف.. وكيف».
وفي هذا الإطار لا يفوتني أن ألقي الضوء على ظاهرة الهوس بالمشاهير.. ظاهرة تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي واستحوذت على عقول الشباب والمراهقين وحتى الأطفال فمثلاً نجد بعض المشاهير يصور يومياته التي لا تهم أحداً يعرض حياته في منزله من طعامه وشرابه وتفاصيل أخرى خاصة به فيحصد من وراء ذلك ملايين المتابعين فضلاً عن الأموال التي يتحصّل عليها من خلال ما يعرضه على منصات التواصل الاجتماعي هذا عدا أن كثيراً من الشباب والمراهقين والأطفال يجعل من المؤثّر الرقمي معلماً وقدوة مثالية له.
لا شك بأننا أمام ظاهرة خطيرة فقد أصبحت أكثر انتشاراً رغم ما يترتب عليها من سلبيات متعددة وللأسف أن غالبية أفراد الجيل الحالي أصبح مقتنعاً أن فكرة وحدها دون أساس وتكوين قوي كافية لصنع نجاح حقيقي لذا نجدهم ينساقون خلف شبكات ومنصات التسويق التي تُوهم بالربح السريع.. لم يعد العالم الافتراضي افتراضياً بالنسبة للشباب والمراهقين والأطفال، بل أصبح عالماً واقعياً يعيشون في محيطه بكل تفاصيله يتابعونه ويتأثرون بما يُنشر فيه ضمن روتين حياتهم اليومية.. عالم أسر غالبية جيل اليوم إلى حد الهوس.. فإن حدث وألقت الرياح بورقة نضرة أمام جيل شاب دون أن يبذل جهداً للإمساك بها والاحتفاظ بها واستخدامها بشكل إيجابي فلا عجب إن تلاشت مع أول زوبعة تمر.