هيئة التحرير بالثقافية:
أصبحت الرواية الجنس الأدبي الأكثر تأثيرًا، والأعلى مشاهدةً، فمجموع الروايات التي تدخل السوق الأدبي سنويًا يفوق غيرها من الأجناس الأدبية بمراحل عديدة، فلم تعد الرواية ذلك الجنس النخبوي الخجول الذي لا يكتبه إلا نخبة المثقفين والأدباء، فأضحت الفن الذي يصافح كل فئات المجتمع بمختلف اهتماماته، فأضحى موضوع الكم الروائي شغلاً شاغلاً لمتذوقي هذا الجنس الأدبي، فانقسم النقاد حيال هذا الأمر إلى فريقين؛ الأول يرى أن وفرة نتاج هذا الفن ستكون في صالحه، وفئة أخرى ترى أن هذا الأمر سينعكس سلبًا على هذا الجناس الروائي، وهذا ما ستطرحه «الثقافية» هذا الأسبوع على صفحاتها، حيث سيشارك في هذا الموضوع نخبة من الأدباء والنقاء، وسيدلون بآرائهم حيال هذا الموضوع.
وعلى الرغم من القرون التي تفصلنا عن تاريخ نشأة الرواية في القرن الثامن عشر الميلادي، إلا أن الإقبال على هذا الفن يزداد ويتطور مع مرور الزمن، ولعل أول تجربة عربية في كتابة الرواية هي ما كتبته اللبنانية زينب فواز (حسن العواقب)، عام 1899م، تبعتها رواية (زينب) للأديب المصري الدكتور محمد حسين هيكل عام 1914م، وفي عام 1921م صدرت رواية (في سبيل الزواج) للروائي العراقي محمود أحمد السيد، وفي عام 1929م، صدرت رواية (دعاء الكروان) للأديب الدكتور طه حسين، وفي عام 1931م صدرت رواية (إبراهيم الكاتب) لإبراهيم المازني، وفي عام 1933م صدرت رواية (عودة الروح) لتوفيق الحكيم، تبعتها رواية (سارة) لعباس محمود العقاد، عام 1934، وفي عام 1939م صدرت رواية (نداء المجهول) لمحمود تيمور، وتبعت هذه الروايات آلاف الروايات العربية، وكانت الرواية السعودية جزءًا من هذا الإبداع العربي فكان للأدباء السعوديين مكان في خريطة الرواية العربية فكانت أول رواية سعودية صدرت في عام 1930م، لعبدالقدوس الأنصاري بعنوان: (التوأمان)، وبعد ذلك صدرت مجموعة كبيرة من الروايات لأدباء كبار وجزء من هذه الروايات حققت جوائز دولية، وترجمت إلى لغات عدة، وها نحن اليوم نعايش مرحلة جديدة من هذا التطور والتقدم الذي يلف هذا الفن الذي يشكل جزءًا مهمًا من ثقافتنا وأدبنا.