عبد الله سليمان الطليان
هنا نعرج على جزء آخر من كتاب (مت فارغاً) بتسليط الضوء على أساسيات التي يهدف إليها الكتاب بشكل مختصر بإشارة من الكاتب.
• ليس الأمر أن (تعيش وكأنه لا وجود لغد)
دائما ما يأتي مع الفرصة شقيقتها: التوأم: المسؤولية واليوم صارت الفرصة مواتية لتحدث تغييرا من خلال عملك، ولكن عليك أن تكون مدركا كيف تؤثر أفعال في نتائج الغد، وكيف يؤثر عملك في حياة الآخرين، عليك أن تعي بأن خيارات اليوم تولد ندم الغد.
• ليس الأمر في اتباع نزواتك
أنت تتحمل مسؤولية إحداث تأثير إيجابي مستخدما عواطفك ومهاراتك وخبرتك للإسهام في هذا العالم، كما أنك في حاجة أيضا إلى التأكد من أنك تحقق توقعاتك وأنك عند حسن ظن الأشخاص الذين يدفعون لك مقابلا للوصول إلى نتائج. أن أكثر الجوانب المحبطة في العمل لدى عديد من الناس شبيهة بلعبة شد الحبل بين إسهام تؤمن به وبين أن تكون عند حسن ظن مديرك أو أجيرك، حتى وإن كان الأمر يعني القيام بالأعمال التي لا تعد مصدر فخر لك. رأب صدع التوتر بين هذين القوتين عبر التحول الكبير في العقلية الذي سوف يؤدي أيضا إلى المزيد من الرضا وإلى عمل أفضل في نهاية الأمر.
• أيامك معدودة فانية ويوماً ما ستنفد
هذا الأمر غير قابل للنقاش نعيش مع ذلك الوهم بأن لدينا دوما يوم غد لنؤدي عمل اليوم، وهذه كذبة. علينا أن نعيش بحس من الضرورة الملحة تجاه عملنا اليوم. والأمر مهم: ليس لأن الفرصة التي تفوتك اليوم هي فرصة ضائعة للأبد فحسب، بل لأن الطريقة التي نتناول بها عملنا تؤثر إلى حد كبير في الطريقة التي ننتهج بها حياتنا عامة. وكلما تنمى من قدرتك على المشاركة في أعمالك، وألزمت نفسك على النمو باستمرار جزءا من نهجك اليومي، ستجد أن القدرات الكامنة من مجالات حياتك. فلا تهدر الفرصة.
• لديك إسهام فريد لتقدمه إلى العالم
أنا لا أملك عصا سحرية للمساعدة الذاتية، لكنه حقيقة من الأسهل ان تتجاهل هذه الخاطرة بدلاً من التكفل بها وفعل شيء إزائها. فأنت تمتلك شغفا وموهبة وخبرة فريدة من نوعها، وهناك شيء تضيفه على عملك ليس بإمكان شخص آخر أن يفعله. وإذا ما تخليت عن هذه القوة، فلن ترى أبدا نور الصباح وستتساءل على الدوام (ماذا لو؟) إن ثمن الندم لا يمكن التنبؤ به.
• ليس بإمكان أي شخص آخر أن يقدم إسهامك نيابة عنك
إن انتظار تصريح لاتخاذ إجراء ما هو الطريقة السهلة للإقلاع عن الأمر برمته. وعلى كل شخص استغلال المتاح لديه أفضل استغلال. هذا يعني أنه ليس بإمكانك الاعتياد على توجيه أصابع الاتهام أو إلقاء اللوم على الآخرين أو الشكوى. ورغم صعوبة تقبل الأمر فإن الظلم جانب أساسي من جوانب الحياة، وكي تسهم فيها وتفرغ قدراتك الكامنة من داخلك، عليك أنت تصل إلى حالة توافق مع الحياة وأن ترفض لعب دور الضحية.
• إن إسهامك لا يتعلق بشخصك
لا يمكن أن تشرع في عمل بدافع الرغبة وحدها بنيل العرفان على ما تفعله. فلربما تمنح أوسمه وتجني ثروة نتيجة عملك. وقد تعمل أيضا في كنف الغموض وتنتج عملا لامعا طوال حياتك, وعلى الأرجح ستكون في منطقة ما بين هذين الخيارين، هناك تركيز مفرط على الشهرة وحب العرفان في ثقافتنا لكننا سندرك الموت في نهاية الأمر. إن تنمية هذه العملية هو المفتاح للمشاركة بإسهام دائم.
• تجنب الراحة إنها خطيرة
لوكان إحداث تأثير جوهري أمرا يسيرا، لكان أمرا شائعا بين الناس. لكنه ليس بالأمر الشائع لأن هناك عديداً من القوى التي تؤدي إلى الركود والحياة المتوسطة. فبعض الناس مثلا، سواء كانوا زملاء عمل أو مديرين أو حتى أصدقاء قد لا يريدون منك الانخراط بالكامل سعيا وراء عمل عظيم لأن ذلك يضع على عاتقهم عبئا لفعل نفس الشيء. فإذا ما بدأت بالارتقاء فوق هذه الزمرة، سرعان ما سيحاولون إعادتك إلى الأرض. كما أن المؤسسات عادة تسهل عليك أن تستقر، وتوفر لك الراتب الجيد واللقب الوظيفي أو نوعا من الا ستقرار - أو يمكن أن القول اصطلاحا (اصفادا من الذهب) ومن السهل أن تقع في غرام هذه المزايا، ولكن حب الراحة هو عدو العظمة. فلا يوجد شيء خطا تجربة الراحة كمحصلة ثانوية لعملك، لكن لا يمكنك أن تجعلها الهدف الرئيس، فالعظمة تبزغ إذا ما اخترت على الدوام أن تقدم على الأمر الصحيح، حتى وإن كان غير مريح.
• خذ موقفاً – لا تتلون
سيكون موقفك أفضل عند إسهامك إذا ما جعلت عملك مقترنا بقيمك. فلا تكن مرآة تعكس أولويات الآخرين بسلبية. عليك أن تزيح الركام حتى تصل إلى المبادئ الرئيسة التي ترشد حياتك، أيا كانت الصعاب التي ستواجهها. ثم الزم نفسك بالانخراط في عملك بضمير مرتاح، وأنت تعلم أنك تستند إلى هذه المبادئ حقا. هناك مساحة كبيرة تتيح لك اختبار وتجربة أشياء جديدة لكن إن لم تلزم نفسك بما تؤمن به، ستنهمك سلبا في عملك في نهاية الأمر.
• فهمك (لمنطقتك المناسبة) سيشكل مع الزمن مثل فلم في غرفة مظلمة.
هناك الكثير من الناس الذين يريدون الخروج من بوابة دنيانا بفهم واضح لمهمتهم في الحياة. ولا يوجد شيء وحيد محدد جبلت على فعله في هذه الحياة، فهناك طرق كثيرة يمكنك إضفاء قيمة من خلالها إلى العالم وأنت تعمل من خلال رقعتك الجميلة هذه. مع ذلك، فإن الفرص لن تصبح أوضح إلا مع مرور الوقت أثناء اتخاذك إجراءات تتطور ببطء كفيلم في غرفة تحميض مظلمة، يكشف لك عن الدلالات وأنت تجرب وتخفق وتنجح. عليك أن تجرب أشياء مختلفة، وتكرس نفسك لتطوير مهاراتك وحدسك قبل أن تبدأ في رؤية أنماط ملحوظة وتفهم قيمك الفريدة. والصبر هنا مطلوب. إنها لعبة قوس وسهم طويلة المدى، ولكن يجب أن تبدأ فيها الآن.
• عليك أن تغرس بذور اليوم لتحصد لاحقا
ما تزرعه اليوم تحصده غداً، أو لاحقا في المستقبل. عليك أن تجعل حياتك قائمة حول تقدمك اليومي بناء على ما يهمك، وتبنيها من ممارسات وأنشطة تتيح لك غرس بذور جديدة كل يوم. وأن تكون على يقين بأنك سترى ثمار عملك في النهاية.
تشبث بأهمية اللحظة الحالية، وارفض السماح لحياة الخمول والراحة والخوف والألفة والكبرياء بأن تمنعك من اتخاذ إجراءات تجاه طموحك.