كتب - عبدالعزيز الهدلق:
يستعد فريق الهلال لخوض المباراة الأهم في الدوري والتي تحمل خلاصة المنافسة في السباق نحو البطولة، عندما يواجه المتصدر فريق الاتحاد على أرضه وبين جماهيره في ملعب الجوهرة بمدينة الملك عبدالله الرياضية بمحافظة جدة الأحد القادم.
وتحمل المواجهة التي تُسمى بالكلاسيكو السعودي الكبير معاني وعناوين عديدة، فمن ناحية المتصدر هي تعني حسم اللقب بالفوز، أو ملامسته بالتعادل وتقليل حظوظ الهلال ملاحقه. كما أنها تعني للهلال عودة الأمل بالفوز باللقب الثالث على التوالي عندما يحقق فوزاً سيكون ثميناً للغاية ولكنه ليس كافياً للتحليق باللقب، إذ عليه انتظار تعثر اتحادي في مبارياته الثلاث القادمة بخسارة أو تعادلين. وهذا صعب حدوثه ولكنه يبقى وارداً في حسابات كرة القدم. أما التعادل فسيبقى حظوظ العميد قوية للفوز بالبطولة، إذ يحتاج إلى انتصار واحد وتعادل ليهدي اللقب لجماهيره العريضة، التي عانت خلال المواسم الماضية من تدهور مستوى الفريق وتعرضه لخطر الهبوط أكثر من موسم، حتى تمكنت الإدارة الحالية برئاسة أنمار الحائلي من إحداث نقلة نوعية فنية كبرى في الفريق وضخت من أجل ذلك ضخاً مالياً سخياً، وظَّفته بوعي كبير في استقطاب أجهزة فنية متميزة، وعناصر أجنبية فائقة الجودة الفنية.
كيف ابتعد الهلال عن المنافسة؟
كانت مسيرة الهلال في بداية الدوري متعثّرة مع مدربه البرتغالي السابق جارديم، الذي لم يستطع توظيف العناصر المتميزة التي يضمها الفريق بالشكل المأمول، وانتهج أسلوباً تكتيكياً لم يتوافق مع إمكانيات اللاعبين، وبدلاً من أن يطلق عنانهم في الملاعب، حدَّ كثيراً من أدوارهم، وضيَّق خطواتهم، فخلال (17) مباراة في الدوري فقد الهلال (20) نقطة، ولم يتمكَّن من جمع سوى (31) نقطة، بنسبة نجاح مقدارها (60 %) من مجموع النقاط. في حين وصل الاتحاد المتصدر بعد نفس العدد من المباريات إلى النقطة (41) بنسبة نجاح مقدارها (80 %).
وجاءت نتائج الفريق مع جارديم في الدوري على النحو التالي:
الطائي (1 /0)، (4 /0).
التعاون ( 2 /1)، (3 /2).
الباطن ( 0 /0)، (1 /1).
الاتفاق (3 /2)
الشباب (2/2)
الحزم (1/1)
الرائد (3 /2)
الأهلي (1/1)
ضمك (2 /0)
أبها (1/1)
الفيحاء (0/0)
النصر (0 /2)
الفتح (2 /3)
الفيصلي (3 /2)
وتبيِّن هذه النتائج أنه فاز في (8) مباريات من (17) مباراة، وتعادل في (7)، وخسر في (2) مباراتين.
وسجَّل الفريق خلال هذه المباريات (29) هدفاً، بمعدل (1.7) هدفاً في المباراة، وتلقت شباكه (20) هدفاً، بمعدل (1.2) هدفاً في المباراة.
أخيراً .. الإدارة تتحرك لإنقاذ الفريق
وبعد المشاركة في بطولة أندية العالم توصلت الإدارة إلى قناعة بأن المدرب لا يستطيع إكمال مسيرته مع الفريق بنجاح، ولا يمكنه تحقيق الآمال المعقودة على الفريق الذي سخّرت له الإدارة كل أسباب التفوّق. واتخذت الإدارة في 14 فبراير قراراً حاسماً بإقالة المدرب، والذي رآه خبراء ومتخصصون ونقاد فنيون أنه قرار تأخر كثيراً. وهدفت الإدارة من هذا القرار إلى الإبقاء على حظوظ الفريق في المنافسة على البطولتين المحليتين الكبرى الدوري والكأس.
مرحلة دياز المظفرة
عاد المدرب الأرجنتيني رامون دياز لعمله من جديد في الهلال، حيث بدأ الإشراف على الفريق اعتباراً من تدريب يوم 15 فبراير، استعداداً لمباراة الفريق الدورية في الجولة (18) أمام الشباب، في 17 فبراير. واستطاع كسبها بنتيجة كبيرة (5 /0). ليشرف على إدارة الفريق الفنية في الدوري خلال تسع مباريات حقق خلالها نتائج مذهلة، وكان عند حسن ظن المدرج الأزرق. وجاءت نتائج الفريق معه على النحو التالي:
الشباب (5 /0).
الحزم (2 /0).
النصر (4 /0).
الاتحاد (2 /1).
الرائد (1 /0)
الأهلي (4 /2).
الفيحاء (0 /1).
ضمك (4 /2).
الاتفاق (2 /0).
وتبيِّن هذه النتائج أنه فاز في (8) مباريات وهو نفس عدد مرات الفوز الذي حققه جارديم في (17) مباراة! ولم يتعادل في أي مباراة، وكانت خسارته الوحيدة أمام الفيحاء في المجمعة بهدف دون مقابل، وهو الفريق سيواجهه مرة أخرى في نهائي كأس الملك بعد مباراة الكلاسيكو بأربعة أيام.
وسجّل الفريق الهلالي خلال المباريات التسع التي أشرف عليه فيها المدرب دياز (23) هدفاً، بمعدل تسجيل (2.5) هدفاً في المباراة، واستقبلت شباكه (6) أهداف، بمعدل (0.7) هدفاً في المباراة الواحدة. واستطاع جمع (24) نقطة، بما نسبته (89 %) من مجموع النقاط.
في حين جمع المنافس الفريق الاتحادي (20) نقطة خلال نفس العدد من المباريات، بما نسبته (74 %) من مجموع النقاط.
وهذه المقارنة الرقمية بين الفريقين المتنافسين تكشف مقدار التطور الكبير الذي أحدثه الأرجنتيني رامون دياز على مستوى نتائج الفريق ونقاطه، حيث تفوق على المدرب الاتحادي كوزمين كونترا، مقابل ما بعثره سلفه البرتغالي جارديم من مستوى ونقاط وآمال الفريق.
الهلال يطارد بطولة الدوري في الأجواء
فرضت مباريات الهلال المؤجلة، والمجدولة في الدور الثاني أن يلعب الفريق ثلاث مباريات متتالية خارج أرضه والرابعة ستكون أيضاً خارج أرضه أمام المنافس الشرس. وكان الفريق الأزرق ينتقل براً وجواً بين مناطق المملكة من الرياض إلى المجمعة، ثم أبها، فالدمام، ليحط الرحال الأحد القادم في جدة. وهذا التنقّل زاد من إرهاق الفريق واستنزاف جهده، حيث كان يلعب مباراة كل ثلاثة أو أربعة أيام، كلها خارج أرضه يتنقل خلالها عبر رحلات برية وجوية، في حين يتمتع منافسه براحة طويلة تصل إلى الأسبوع تتيح لمدربه تجهيز الفريق واستشفاء المصابين، ونيل قسط وافر من الراحة وادخار الجهد، وزيادة الاستقرار والتركيز الذهني.
وأمام هذا التحدي الذي يواجهه الهلال فقد الفريق مجموعة من أبرز نجومه إلى نهاية الموسم الذين تساقطوا جراء الجهد المتعاظم الذي يبذلونه، فهم ما إن يفرغوا من تمثيل الفريق حتى ينضموا لصفوف المنتخب، حيث أصيب الثنائي عبدالإله المالكي، وصالح الشهري مع المنتخب، وبالقميص الأزرق سقط كويلار، ومتعب المفرج، وكان الفريق قد فقد نجمه البيروفي كاريلو، الذي أصيب مع منتخب بلاده وفقده الفريق مبكراً، إضافة إلى هؤلاء افتقد الفريق أيضاً خدمات لاعبه الدولي محمد كنو برسم قضيته المنظورة حالياً أمام مركز التحكيم الرياضي.
دياز في مواجهة رعب الضغط والإجهاد
يواجه مدرب الهلال ضغط المباريات، واستنزاف الجهد البدني والتركيز الذهني، وتساقط اللاعبين بكثير من التحدي ومحاولة ابتكار الحلول، ومنها تصعيد عدد من الوجوه الشابة للاعتماد عليها في إكمال مسيرة الفريق، والحفاظ على حظوظه التنافسية قائمة، فقدَّم مصعب الجوير الذي لفت الأنظار بإمكاناته الفنية العالية وفكره الكروي اللامع، كما استعان بالمهاجم الناشئ عبدالله رديف، اللذين ساندا زملاءهم تحت (21) سنة، وقد نال الفرصة قبلهم، متعب، وسعود، وناصر، والحمدان.
ومواجهة الأحد القادم ينظر لها الهلاليون على أنها مواجهة قطبين كبيرين، بعيداً عن حظوظ الفوز ببطولة الدوري، التي تبدو صعبة، فلا يكفي الفوز فيها لتحقيق اللقب، بل يجب انتظار تعثّر اتحادي قادم وهو أمر يبدو صعباً لفريق أصبح اللقب بين يديه ولن يفرط فيه، ولكن الهلاليين سيدخلون المباراة لإثبات الذات، وتقديم الأفضل، والدفاع عن اسم فريقهم، إضافة إلى التمسك ببصيص الأمل للفوز بالبطولة، وكل هذه عوامل تحفّز الهلال لتقديم مباراة تنافسية كبيرة.