سهوب بغدادي
حمدًا لله على الإنجازات التي حصدها أبناء وبنات الوطن طوال الأعوام الماضية والحاضرة سواء خلال برامج الابتعاث أو غيرها من الفرص التي أثبتوا فيها جدارتهم وأن مخرجات التعليم لدينا تخالف الشائع عنها من مناهج وطرق تدريس وأطر متعلقة بالطلاب والأهالي وما إلى ذلك، إذ حصد طلابنا 22 جائزة عالمية في المعرض الدولي للعلوم والهندسة آيسف 2022، وذلك أمرٌ جميلٌ ويدعو إلى التفكر في وضع التعليم خصوصًا بعد فترة الجائحة العالمية المتمثلة بتفشي فيروس كورونا وانقطاع الطلاب عن الصروح التعليمية لفترة غير معتادة، من ثم انطلاق منصة متكاملة للتعليم عن بعد في يوم وليلة لضمان استمرارية التعليم، إن ما لفتني أن الفائزين في معرض آيسف قد حصلوا على فرص ابتعاث كمكافأة على نجاحهم، وإن في ذلك تثبيتًا للنظرة الشائعة والاعتقاد الموروث عن التعليم المحلي، أليس الأجدر الاحتفاء بهؤلاء الطلبة في جامعاتنا؟ فلا تقل الجامعات السعودية في الترتيب أو الأبحاث شيئًا عن تلك التي في الخارج، هنالك مئات الجامعات الخارجية التي تقل ترتيبًا عن جامعاتنا حيث أثبتت الجامعات السعودية تميزها بحجز مكانة متقدمة لها بين الدول العالمية في البحث العلمي فيما يختص بفيروس كورونا، وهذا مثال حديث فقط، إن التعليم السعودي بغض النظر عن الإنجازات والتقدم لا يزال يعاني بسبب الصورة النمطية، إذ يستلزم إعادة تشكيل هوية تتواكب مع الفترة الذهبية غير المسبوقة التي نعاصرها ولله الحمد، كما يبرز تساؤل في الصدد عن مصير منصة مدرستي خصوصًا مع تصاعد حالات الإصابة بفيروس كورونا، إن ما نشاهده من عدم توظيف منصة مدرستي يعد هدرًا لجهد سواعد وطنية بنت المنصة خلال يوم وليلة بحسب المؤتمر التعليمي آنذاك، فلا يصح اتخاذ نهج ومبدأ «عودة التعليم أولاً بعد انقضاء الجائحة وانقطاعه متأخرًا عند بداية أي جائحة» فالمملكة العربية السعودية تعد مركز ثقل في نواحٍ عدة وأبرزها احتضانها العمرة والحج وأفواج من ضيوف الرحمن، فمكافحة العدوى والحد من انتشار الوباء أولوية خاصة مع اقتراب موسم الحج، أليس الأجدر أن نوظف منصة مدرستي للحد من انتشار منحنى الإصابات في المملكة مما يساعد في تهيئة موسم حج أكثر أمانًا؟ إذ تتضح قيمة التعليم المختلط بين التقليدي والإلكتروني عن بعد خلال هذه الفترات كالجوائح، والمناسبات الدينية كالحج ورمضان، أو ما نواجهه بشكل مستمر من سوء الأحوال الجوية كموجات الغبار واليول ...إلخ، إن تعليمنا رائع وباعتبار أنني قمت بتجربة التعليميين السعودي والابتعاث للخارج فوجدت أن الفروقات سابقًا قليلة والحاضر أفضل مما سبق ولي في هذا النطاق مقالة سابقة في توقيتها تحدثت فيها عن مزايا التعليم السعودي والفروقات بينه وبين التعليم الأمريكي، فيجب أن نعيد الثقة فيه ونوظف ما نملك من وسائل وأدوات تعليمية كمنصة مدرستي التي نقلت ماهية التعليم عن بعد خلال الجائحة إلى بعد آخر وتميزت عن دول العالم في الفعالية، وذلك أمر مدعاة للفخر فحبذا أن يضمن استمرارية التعليم عن بعد بتوظيفه في المواطن اللازمة.