ميسون أبو بكر
عبر رسالة (واتس أب) أنيقة الإخراج وصلتني دعوة من الدكتورة سناء العتيبي لحضور ندوة للدكتور سعد البازعي في تشكيل، هذا المكان الذي حزنت كثيرا أنني لم ارتده مسبقا؛ أنا التي أزهر كنبتة بين أسراب الكتب وأطياف ساكنيها وبين اللوحات الفنية التي أثثت جدرانها وتلك التي رسمت رموزا ثقافية عربية لهم في قلوبنا المكانة العظيمة والأثر الباقي.
خلت للحظات وأنا أقترب من البوابة الزجاجية الكبيرة التي تكشف المكان الأنيق والأحرف العربية المنقوشة على الجدران، والسقف الذي شكل من صفحات الجرائد الورقية في إيماءة حب لعشاق الصحف الورقية والمدافعين عن استمراريتها؛ خلت أنني زائرة لبلاد العجائب (بالنسبة لكاتبة مثلي) مع نخبة من الحاضرين الذين أتوا لندوة الدكتور سعد البازعي التي حملت عنوان كتابه «الثقافة في زمن الجائحة»، وبحكم عملي في الإعلام الثقافي فإنني أقدر كثيرًا محتوى الندوات التي يقدمها الدكتور البازعي الباحث والمفكر الذي أعشق فكره وطرحه والذي التقيته قبل 17 عامًا في برنامجي الأشرعة وتلتها لقاءات ثقافية كثيرة إحداها في الجزائر.
في الندوة تطرق د. سعد لكتاب غربيين كتبوا عن (الجائحة) عبر عصور مختلفة وهو ما يؤكد توالي هذه النائبات على العالم على اختلاف وصفها وأنواعها، لكن الذي أدهش الحاضرين عدم خروج رواية عربية واحدة عن جائحة (كورونا) التي تناولتها بعض الأعمال الدرامية بشكل عشوائي طارئ كما تناولها الكتاب في مواضيع ومقالات متناثرة.
الجائحة التي تركت أضرارها الاقتصادية والسياسية والثقافية أيضا كما أشار البازعي فقد أوقفت الفعاليات الثقافية والموسيقيين والفنانين وأغلقت المتاحف فلطالما ارتبطت الثقافة بالاقتصاد كما الحياة الاجتماعية التي طالب بعض المثقفين علماء النفس بدراسة تبعيات الجائحة على المجتمع.
في تشكيل حل كتاب د. سعد البازعي ضيفا فهو قيد الطباعة والنشر، والنقاش أعطى فكرة وافية عن محتواه، ففي المقالات التي ضمها يجيب عن السؤال الرئيس: ماذا حل بالثقافة في سنوات الجائحة؟ وكيف أثرت الجوائح في الأعمال الأدبية والفكرية؟
والمقالات التي ترجمها صاحب الكتاب أكدت بعموميتها مقاومة الحياة الثقافية للنوازل واستمرار الإنسان في التفكير والإبداع على الرغم من الجوائح، بل من وجهة نظري سيتشكل الإبداع بصور فنية وثقافية مختلفة تحاكي الجائحة وتصف عاصفتها وترسم أثرها في المجتمعات، فلننتظر الإعلان عن رواية ما...
شكرًا تشكيل