عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) لا أعرف السر وراء استمرار ظاهرة المبالغة في المشهد الرياضي عندنا في كل قضية صغيرة كانت أو كبيرة، حتى خيل لنا أن منافساتنا الكروية خارج المستطيل الأخضر أكثر منها في الملعب من كثرة القضايا التي نتحدث عنها خارج إطار المستويات والنجوم والمدربين والاحتمالات وضعف وقوة الفرق ومن تطور ومن تراجع وكل ما يدور في عالم المجنونة.
والحقيقة أن كل الدول المتقدمة في كرة القدم تحدث لديهم نفس القضايا التي تحدث لدينا سواء توقيع لاعب لعقدين أو اختلاف نجم مع ناديه أو مفاوضة ناد لنجم يلعب في ناد منافس وما شابهها من أحداث، لكن المشهد عندهم يعتبر روتيناً لا يستدعي الخلافات والمناكفات وكأن الذي يظفر بعقد مع نجم هو صاحب بطولة كما يحدث عندنا مع الأسف.
وبصراحة أكثر أتمنى أن نرتقي بوعينا ونكون أكثر رقياً ونتعامل مع كل قضية مثل الذي حدث مع قضية فهد المولد الأخيرة بالإيقاف بقرار من «المنشطات» حيث كانت ردة الفعل متفهمة من الأغلبية ليس هناك تشكيك وليس هناك مؤامرة وليس هناك من يقول إن القرار جاء لإيقاف مسيرته أو تعطيله، وعند المقارنة بين إيقاف المولد وحالات سابقة شبيهة مثل قضية نور وأسامة المولد وغيرهما نجد الفارق في الوعي وردة الفعل كبيرة فقط لأن الوعي قد ازداد في مشهدنا الرياضي، وهذا ما يجب ان يسود في جميع القضايا والأحداث مهما كان أطرافها أو نوعها.. فقضية فهد المولد يجب أن تنسحب على باقي القضايا حتى يكون التنافس داخل الملعب فقط وليس خارجه كما يحدث لدينا طوال الموسم للأسف الشديد.
تصدقون استمعت غير مرة لنقاش رياضي لمدة أكثر من ساعة في بعض البرامج يتحدثون عن قضية انتهت من 15 سنة هل يعقل أن مثل هذه الأمور تحدث لدينا ونحن نتغنى ونتفاخر في أقوى دوريات القارة الآسيوية.
نقاط للتأمل
- مبروك ألف مليون مبروك لمن حقق أغلى الكؤوس وتشرف بالسلام على راعي المباراة سمو سيدي ولي العهد، وبالتأكيد كان كرنفالاً وعرساً رياضياً الكل قد ربح فيه وإن شاء الله أتطرق أكثر قادماً فظروف الطبع لم تتح لي أكثر.
- تأخر البت وحسم أي قضية وعدم الوضوح والسرعة في اتخاذ القرار وتطبيق القانون واللوائح يمنح العديد من جعل أي قضية مادة دسمة للتأويلات والتصريحات والنقاشات على مدى أشهر وليس أياما وهذا واقع وحاصل وليس مبالغا في وصف الحالة المزرية مع الأسف.
خاتمة
الحياة ليست طويلة حتى نجرب كل شيء، ولا قصيرة حتى نتذكر كل شيء، ولكنها جميلة إذا عرفنا أنها ليست كل شيء.
«وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي جميعاً عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي».