جدة - واس:
نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله-، توًّج صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -أيده الله-، فريق الفيحاء بكأس خادم الحرمين الشريفين للموسم الرياضي 2021 - 2022، وذلك عقب المباراة الختامية التي جمعت بين فريقي الهلال والفيحاء على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة. ولدى وصول سمو ولي العهد كان في استقباله الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، والأمير بدر بن سلطان بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة، والأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة رئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية. وبعد أن أخذ سموه مكانه في المنصة الرئيسة عزف السلام الملكي، ثم قُدم أوبريت وطني بعنوان (مثل مرايتك). وعقب المباراة التي انتهت بركلات الترجيح بنتيجة 3 / 1، صافح سمو ولي العهد طاقم تحكيم المباراة وأعضاء الفريقين.
«الجزيرة» - نبيل العبودي:
استطاع لاعبو الفيحاء بقيادة مدربهم أن يكتبوا التاريخ بمداد من ذهب.
كتبوا التاريخ بنجومهم الذين قدموا ملحمة كروية كبيرة واستطاعوا الصمود أمام التفوق الهلالي خلال الأشواط الثلاثة من المباراة التي امتدت إلى ركلات الترجيح.
صمدوا أمام التفوق الذي كان عليه الهلال في الشوط الأول الأصلي والشوطين الإضافيين في حين لم يظهر الفيحاء سوى في الشوط الثاني الأصلي من المباراة التي شهدت التعادل للفيحاء واستمات حتى حقق أمانيه ورسم البسمة على شفاه محبيه بتحقيقه للقب الأغلى بتحقيق أغلى الكؤوس كأس خادم الحرمين الشريفين.
ملحمة كروية كبيرة قدمها نجوم الفيحاء أمام فريق تمرس على تحقيق الألقاب والبطولات الفريق الهلالي.
وضع مدرب الفيحاء الخطة والمنهج الذي يريده لكي يحصل على اللقب واستطاع من إيقاف الزحف الهلالي والضغط الهجومي من خلال طريقته الدفاعية المقننة والمتقنة.
استطاع الفيحاء أن يضع بكل فخر اسمه في قائمة الشرف الذهبية، وأن يجعل من هذا الفريق المكافح اسماً في خارطة البطولات والألقاب بحصوله على البطولة الأغلى والأثمن.
في مقابل ذلك بقي الهلال مسيطراً بلا إيجابية واكتفى بهدفه في الشوط الأول الذي سجله سالم الدوسري، وأهدر العديد من الفرص الأخرى التي كانت كفيلة أن يحسم بها المباراة في وقت مبكر.
إلا أن الفيحاء بلاعبيه حققوا مرادهم بفضل الطريقة والمنهجية التي اتبعها مدربه وأسلوبه الدفاعي المحكم.
اللقب الفيحاوي الغالي جاء من أصعب الطرق خاصة وأنه استطاع تجاوز الاتحاد متصدر الدوري في نصف النهائي والوصيف الهلال في النهائي.
مبروك لأبناء المجمعة هذا اللقب ومبروك لمحبيه ولاعبيه وإدارته استحقوا اللقب عملوا بجد من أجل أن يحصدوا هذه الكأس فتحقق لهم ما أرادوا بعزيمة الرجال وإصرارهم وروحهم القتالية.
كما كان متوقعاً بدأ الهلال المباراة مهاجما من البداية على المرمى الفيحاوي، وكاد بالفعل أن يفتتح التسجيل مع الدقيقة الـ2 عندما تبادل ايغالو والدوسري الكرة فيما بينهما لتصل الدوسري الذي لعبها من فوق الحارس إلا أن بامسعود أبعدها من على خط المرمى.
تلتها كرة أخرى من ايجالو الذي تخطى أكثر من لاعب داخل المنطقة وسددها في يد الحارس ليعود سالم الدوسري من جديد بكرة رأسية مرت بجانب القائم، كل ذلك كان خلال الدقائق العشر الأولى قابله الفيحاء كما هو معتاد بطريقة دفاعية وتكتل كبير أمام مرماه.
في المقابل لم يكن هناك أي تهديد على المرمى الهلالي من قِبل لاعبي الفيحاء الذي بقي منكمشاً في ملعبه، ولم يظهر إلا بعد مضي 20 دقيقة من كرة أصلها خطأ ومن كرة ثابتة إلا أنها اعتلت العارضة.
ليعود الهلال من جديد بكرة سددها ماريقا اعتلت العارضة. ظلت الدقائق تمر والهلال هذه المرة أكثر سيطرة واستحواذا وهجوماً ولكن بلا إيجابية لتمضي نصف ساعة على هذا الحال.
كانت غالبية الكرات الهلالية تصطدم بأقدام لاعبي الفيحاء الذين كانوا يشكلون جدارا وسدا منيعاً أمام حارس مرماهم مكونة من عشرة لاعبين تقريباً لم يتوقف المد الهجومي الهلالي طوال هذا الشوط الذي شهد سيطرة مطلقة من الهلال فكانت المحاولات الهلالية تأتي تواليا على المرمى الفيحاوي إلى أن تحقق الهدف الهلالي مع الدقيقة الـ4 والأخيرة من الوقت بدل الضائع.
الدوسري ينهي الشوط الأول بهدف أزرق
الشوط الأول يلفظ آخر أنفاسه في الدقيقة 4 من الوقت بدل الضائع المحتسب ومن كرة هلالية تناقلها أكثر من لاعب هلالي ليمررها الفرج إلى سالم على رأس الـ18 الذي بدوره سددها أرضية زاحفة على يمين الحارس هدفاً هلالياً أول انتهى به الشوط الأول الذي صبغه لاعبو الهلال باللون الأزرق، وكانوا هم المسيطرون وأصحاب المبادرة من البداية وحتى نهايته.. لينتهي هذا الشوط بهدف دون مقابل.
الشوط الثاني تغير الوضع نسبياً عما كان عليه سابقه، حيث تحرر لاعبو الفيحاء نسبياً عن طريقتهم الدفاعية وبدأوا قليلاً في التقدم إلا أن الوضع بقي على ما هو عليه تفوق هلالي وسيطرة واضحة من لاعبيه، وإن كثرت التمريرات الخاطئة من لاعبيه وخصوصاً بالقرب من المنطقة الدفاعية للفيحاء.
ومع مرور الوقت يستبدل دياز المدرب الهلالي عطيف ليزج بمصعب الجوير بدلاً منه بعد مرور 60 دقيقة، رد عليه مدرب الفيحاء بتبديلين من خلال لوبيز والزقعان بديلين عن مندش والسفري.
ووسط المحاولات والسيطرة الهلالية يفاجئ لوبيز البديل الهلاليين بهدف التعادل.
لوبيز يعدل النتيجة
مع مرور الدقيقة الـ65 ومن كرة أصلها لصالح الهلال يخطف الدفاع الفيحاوي وينقلها سريعاً إلى الزقعان الذي بدوره لعبها ساقطة تمر من تحت البليهي إلى لوبيز الذي سدد بقوة في المرمى الهلالي لم يتمكن منها المعيوف مسجلاً هدف التعادل الذي فاجأ به الهلاليين.
ويعود دياز لفرض تبديلاته في التشكيلة الهلالية بدخول الحمدان وسعود وعبدالحميد بدلاً من بيريز والبريك في آخر ربع ساعة من المباراة على أمل أن يعود للتقدم من جديد.
وكاد الكسندر الذي أخرج المنتخب الإيطالي من كأس العالم أن يفاجئ الهلاليين بهدف ثان بعد أن انطلق بكرة سددها مرت بجانب القائم.
وكانت تلك الدقائق تشهد تحسناً في مستوى لاعبي الفيحاء الذي كاد أن يسجل من ركنية لولا أن الكرة الرأسية اعتلت العارضة.
ويحل بندر المطيري بديلاً عن بامسعود في الفيحاء للإصابة ومع مرور الوقت كانت الثقة تزداد لدى لاعبي الفيحاء خصوصا بعد تعديل النتيجة وتحسن أداء لاعبيه خلال هذا الشوط الذي اتضح ان لاعبي الهلال أصابهم الإعياء مع المجهود الكبير الذي بذلوه خلال الشوط الأول والذي اتضح من خلال مجريات هذا الشوط الذي كثرت فيه أخطاء لاعبيه مع التمرير والتقدم.
هذا التحسن في الشوط الثاني للاعبي الفيحاء أدى إلى انتهاء الوقت الأصلي من المباراة بالتعادل الإيجابي 1/1 ويلجأ الفريقان إلى شوطين إضافيين.
في المقابل لم يرتق أداء الهلال في الشوط الأصلي الثاني إلى ما كان عليه في الشوط الأول حيث قدم شوطاً متواضعاً كان أسوأ ما فيه هو موسى ماريقا الذي كانت غالبية الكرات الهلالية تضيع عند الوصول إليه.
في الوقت الإضافي عاد الهلال من جديد في التقدم والهجوم وتهديد مرمى الفيحاء كما كان في الشوط الأصلي الأول من المباراة.
ويهدر الهلاليون فرصة التسجيل من جديد من كرة وصلت إلى مصعب الجوير إلى سالم الدوسري سددها بجوار القائم بعدها مباشرة سالم إلى ماريقا سدد بجانب القائم ليخرج بعدها مباشرة ماريقا ويحل ميتشايل بديلاً عنه.
وكانت فترات هذا الشوط تسير وضغط هلالي كبير ولكن بلا إيجابية وسط عودة التكتل الدفاعي للاعبي الفيحاء.وكاد أن ينهي ميشايل هذا الشوط بتقدم هلالي بعد أن تلاعب بالمدافع وسدد كرة تصدى لها الحارس لينتهي معها الشوط الإضافي الأول بالتعادل بهدف لمثله.
الشوط الإضافي الثاني بدأ مدرب الفيحاء بتبديلين بدخول الحربي والطريس بديلاً عن أبوسبعان إلا ان الهلال ولاعبيه فرضوا سيطرتهم وجعلوا اللعب في النصف من ملعب الفيحاء محاصرين منطقتهم الدفاعية قابله لاعبو الفيحاء بالإكثار من السقوط بغية مرور الوقت والذهاب بالمباراة إلى ركلات الترجيح وهو بالفعل ما ذهبت إليه المباراة.
وكان للفيحاء ما أرادوا وبحثوا عنه بالاتجاه إلى ركلات الترجيح وحسم المباراة من خلالها، واستطاعوا أن يخطفوا الكأس بعد أن حسموها لصالحهم فسجل لوبيز والزقعان والكسندر وأضاع ريكاردو والشويش.
بينما سجل للهلال فقط مصعب الجوير وأضاع كل من ايجالو وسلمان الفرج والحمدان.
ليحقق فريق الفيحاء المجد ويضع نفسه في خانة الشرف الذهبية بتحقيقهم للكأس الغالية وليستلموا هذه الكأس من يدي سمو ولي العهد الذي حضر المباراة نيابة عن خادم الحرمين الشريفين.
سعى لاعبو الفيحاء ومدربه إلى إيصال المباراة لركلات الترجيح لثقتهم في حسم المباراة في ظل وجود حارس كبير وإمكانات جيدة فتحقق لهم ما أرادوا بحصولهم على أول لقب تاريخي وغال.