سلمان بن محمد العُمري
استبشر الجميع حينما تم الإعلان عن إنشاء الهيئة العامة للأوقاف، واستجدت فرحتهم حينما باشرت مهامها بعد سنوات من إعلان إنشائها، وكل ذلك لما يؤمله الجميع من أن تضطلع الهيئة بالمهام والدعم والتخطيط والمتابعة للأوقاف بوجه عام وتذليل العقبات ونشر ثقافة الوقف وإحياء هذه السنة وتفعيلها.
ونسمع بين الحين والآخر عن مؤتمرات وورش عمل وإصدارات ولجان وعن بعض البرامج وإن كنا لا نرى أثرًا ملموساً في هذا المضمار، وهذا ليس إنكارًا لجهودها، ولكن المؤمل لم يتحقق وفق ما كان ينشده الجميع وأولهم أصحاب الأوقاف اليسيرة والصغيرة التي توقف ريعها وقلت منفعتها إما لعطلها أو حاجتها للصيانة والترميم والإحياء أو حوادث وعثرات تحول دون الاستفادة منها.
ولعلي أخصص الحديث في هذه الجزئية لأن موضوع الأوقاف متشعب وطويل، وكل موضوع وفقرة منه يحتاج إلى وقفات طويلة، ولكن الحديث سيكون مقتصرًا على هذا الجانب الخاص بالأوقاف الصغيرة والبسيطة التي حالت بعض الظروف دون الاستفادة الكاملة منها، ولذا فأتمنى ويتمنى كل مهتم بالأوقاف أن يتم تقديم دعم وخدمات لهذه الأوقاف من عدة جوانب؛ ومنها:
1 - مساعدة أصحاب الأوقاف والناظرين عليها في تسهيل إجراءاتهم لدى الجهات الحكومية كالدوائر العدلية والبلديات.
2 - تقديم الدعم الفني والاستشارات الهندسية والاقتصادية «الجدوى الاقتصادية» في إدارة الوقف وإحيائها، وإعادة بنائه أو ترميمه، وتقديم الرأي الفني، بل وحتى المخططات.
3 - تقديم قروض ميسرة للأوقاف المعطلة التي تحتاج إلى ترميم من رهن الوقف حتى يتم السداد مقابل القرض الحسن، وأن يكون الدعم مبنيًا على رؤية الاستشارة الفنية للمختصين بالهيئة.
4 - وضع منصات لعرض استثمارات الأوقاف المعطلة وتأجيرها عن طريق مستثمرين.
5 - وضع أرقام هواتف مجانية للاستفسارات الشرعية والقانونية وغيرها مما يتعلق بإدارة الأوقاف لمساعدة القائمين على الأوقاف في حل المشكلات والمعضلات وتقديم الإرشادات في مجال الإدارة والاستثمار.
إن كل مدينة وقرية لا تخلو من العديد مما لا يتم إحصاؤه من الأوقاف المعطلة من بيوت أو مزارع أو دكاكين أو غيرها من العقارات والأملاك الزراعية التي تعطلت منذ عقود وليس سنوات، وهناك اتكالية من الورثة أو عجز منهم، أو وجود إشكالات في صكوك التملك أو تجديد الوثائق ووكالات النظارة، ولو تم استغلال هذه الأوقاف وتفعيلها وتشغيلها واستثمارها الاستثمار الأمثل لرأينا آثاراً إيجابية في مخارج هذه الأوقاف، كما أن فيها إحياءً لأوقاف مات أصحابها وعجز خلفهم من إدارتها أو التغلّب على بعض المعوقات النظامية أو الفنية وحتى المالية، ولو كان هناك دعم ومساعدة لتم استثمارها الاستثمار الأمثل.