محسن علي السهيمي
يا مرفأَ الضادِ(1) باحَ الحرفُ والقلمُ
وناحَ منَّا لسانُ الشِّعرِ يا عَلمُ
* *
لمَّا سَمِعْنا «وداعًا» منكَ ما صمتَتْ
منابرُ الوجدِ.. واسْتَشْرى بها الألَمُ
ما كنتَ فِيْنا عليًّا في أريكتِهِ
بل كنتَ -حقًّا- وفيًّا.. لاؤُهُ نَعمُ
وكنتَ بحرًا.. كريمًا في معاملةٍ
وما عُرِفتَ بِلَونٍ في الورى يَصِمُ
وحُزْتَ فِيْنا رُضابَ الضادِ وارتسمتْ
في وجنتيكَ فُيُوضُ النُّبلِ يا فهِمُ
فتحتَ بابَكَ للإبداعِ فاندلقتْ
أحبارُنا.. وصريرُ الحرفِ مُحتدِمُ
هذي «الثقافيَّةُ(2) الغراءُ قد بسقتْ
والخاطبونَ لها ذاقُوا فما انفطمُوا
عَقدانِ ظَلَّا رخاءً وهْيَ مترفةٌ
في بحرِ حُبِّكَ حتى دانتِ القِمَمُ
يا مرفأَ الضادِ كم أشعلتَ من هِمَمٍ!
وكم سقيتَ!.. ونفحُ الطيبِ منتظِمُ
لَئِن أنختَ المَطايا وهْيَ قادرةٌ
فحرفُكَ اليومَ فِينا سيلُهُ عَرِمُ
وللمُحبِّينَ في أخلاقِكُمْ مَثَلٌ
ومن بيانِكَ أحْلى القولِ ما عَدِمُوا
الضادُ والنُّبلُ والأخلاقُ شاهدةٌ
والحرفُ يَشهدُ والأقلامُ والقِيَمُ
رياضُ فكْرِكَ في أرواحِنا بُسِطتْ
وظلُّها وارفٌ والشوقُ مُضطرِمُ
فجيعةٌ أنْ تُرى قد مِلْتَ عن شغفٍ(3)
وأنتَ مَن أنتَ فيهِ الهامُ والهَرَمُ
** **
1 - الدكتور إبراهيم بن عبدالرحمن التركي
2 - المجلة الثقافية التي تصدرها صحيفة الجزيرة
3 - شغف الاشتغال بالشأن الثقافي المؤسسي