عبدالله العمري
انتصار الهلال في كلاسيكو الكرة السعودية ضد الاتحاد مساء أمس الأول بثلاثيه يعتبر أمراً طبيعياً جداً واعتادات عليه الجماهير الهلالية كثيراً خاصة في المواسم الماضية، إلا أن الأمر غير الطبيعي هو نجاح الإدارة الهلاليه ومقدرتها على إخراج الفريق من تبِعات خسارته المرة في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين أمام الفيحاء في وقت قصير جداً قبل الكلاسيكو.
جميع المتابعين كان يعتقد أن الهلال سيكون صيداً سهلاً وثميناً للفريق الاتحادي الذي كانت جماهيره تأمل أن يتوج فريقها بلقب دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين عبر بوابة الهلال لاسيما أنه أقرب المنافسين له على اللقب.
ماحدث بعد خسارة الهلال لمواجهة الكأس حتى موعد مباراته مع الاتحاد والتي كسبها الهلال بكل جدارة واقتدار، كان هناك العديد من الدروس الهلالية التي تعتبر كافية لكشف سر تفوق الهلال وتميزه عن بقية الفرق السعودية منذ سنوات طويلة.
تعامل الهلاليين مع خسارة كان فيه كثير من المنطقية والهدوء بعيداً عن رمي وتبادل التهم فيما بينهم والتي بكل تأكيد ستزيد من رقعة المشاكل وستدخل الفريق في نفق مظلم من الصعب الخروج منه بكل سهولة.
الإدارة الهلالية تعاملت مع خسارة نهائي الكأس أمام الفيحاء مثل أي مباراة من الممكن أن يخسرها الفريق، وكان التعامل معها وفق قاعدة لايوجد فريق بالعالم لا يخسر.
بينما على العكس ساهمت الثقة الكبيرة التي كان عليها أنصار الاتحاد ومحبوه سبباً مباشراً ورئيسياً في خسارتهم للكلاسيكو وهي الخسارة التي ربما تفقدهم لقب الدوري الذي كانوا قريبين جداً منه.
مشكلة الاتحاديين تناسوا أن خصمهم هو الهلال الذي مهما كان في وضع فني سيىء لا يمكن أن تأمنه، فالهلال فريق يعرف متى يتغلب على ظروفه ووضعه مهما كان سيئاً فثقافة الانتصارات والفوز ماركة هلالية معروفة.
ولعل أجمل ما أخرجه لنا كلاسيكو الكرة السعودية بين الهلال والاتحاد أن الفريقين بالفعل قدما ملحمة كروية راقية جداً ومشرفة للكرة السعودية لجميع متابعيها في كافة أرجاء الوطن العربي.
ومابين انتصار الهلال وخسارة الاتحاد والفوائد والدروس التي أفرزها لنا هذا الكلاسيكو الكبير بين أعرق فريقين بالكرة السعودية، فالأهم لجميع المحايدين أن الإثاره ستظل مستمرة بالدوري حتى آخر جولة بالدوري وسنكون موعودين مع العديد من المفاجآت الكبيرة من جميع فرق الدوري.