عبد الله سليمان الطليان
الأم مدرسة، نعم هذا شيء يدركه الجميع ولسنا بصدد توضيح ذلك، ولكن لا يبقى الأمر منوطا بكاهل الأم بل يجب أن يكون الأب على قدر من المسؤولية. ونحن هنا نركز على الجانب التقليدي في واقع الأسر المتعلق بالتربية والذي له الكثير من الدراسات والبحوث التي تملا مئات الكتب، طبعا هناك أمر في غاية الأهمية وهو مستوى ثقافة الأب والأم فهو من يصنع مستقبل الأبناء، وهذا نشاهده في حاضرنا من خلال بعض السير الذاتية لبعض المتفوقين والمتميزين وحتى من هم خارج دروب العلم، قد يكون هناك حالات فردية سعت في كفاح بدون أب أو أم ولكن في حاضرنا نرى الكثير من التفوق أو التميز يمر في الغالب عبر قائدي الأسرة.
وبما أن الأسرة مصدر التنشئة والتربية فلا بد من مسايرة الواقع وتثقيف الأبناء وفق الظروف والمشاكل التي تحدث في داخل المجتمع، ومع التطور والتقدم ومع زيادة الاحتياجات والمتطلبات الأسرية، زاد نمط الاستهلاك العشوائي والمبذر وهو عنوان لدى الكثير من الأسر الآن، يتأثر بالتقليد والمباهاة والفخر وحب التملك، والذي ولد صعوبات مالية تعتبر في بعض حالاتها أزمة شديدة تعيشها الكثير من الأسر وتعاني منها بشكل كبير، لذلك نقول جاء وقت الترشيد والإنفاق وفق خطط مدروسة والبعد عن الإسراف، ونعود ونذكر بالدور الريادي لقائدي الأسرة الذي يقع علهما الحمل الأكبر نحو تعليم مفهوم الترشيد وتطبيقه على واقع الأسرة بشكل عام، وأن يبدأ الأب والأم في التطبيق على نفسهما لأنهم هم القدوة لبقية الأبناء، وسوف أعيد واذكر هنا ما كتبه فرانسيس فوكوياما في كتابه (نهاية التاريخ والإنسان الأخير) عن الأسرة في المجتمع الياباني في أن الأسرة (لها تقليد مقدس في طاعة الأكبر في العائلة سوء الأب أو الجد من حيث الاستهلاك، وهذا مما ساعد اليابان في تطور وتقدم اقتصادها). لقد كان الأثر فعالا على مستوى اقتصاد البلد، فليت الأسر لدينا تعي ذلك ولا يكون هناك فكر ضيق الأفق المعتمد فقط على التذمر والضيق على تقلب الأسعار ونوع المنتج وجودته، أتمنى أن يدرج الترشيد كمادة الزامية في التعليم وبفعالية مكثفة عن طريق مادة تسمى (التحذير من الاسراف) بمنهجية متطورة تبدأ من الأخذ بنصيحة نبينا العظيم محمد صلى الله عليه وسلم في نهي عن الإسراف.