اليوم سوف أتحدث لكم عن كائن ليس من الكائنات الحية فهو يفتقر إلى خصائص الكائنات الحياة من نمو وحركة وتكاثر وتنفس وتمثيل غذائي، ولكنه بلغ من الوفاء مبلغاً لم يبلغه كائن حي، فهو رفيق الأغنياء والفقراء والوجهاء وكبار المسؤولين، ومن صور وفائه أنه يرافقك في كل محفل سعيد في حياتك كالزواج والأعياد ومقابلة الوجهاء وحفلات التخرج ليلة العمر، فهو يحتضنك حضن الأم لوليدها ولا يكترث لما يصيبه من عوامل تعرية وظروف مناخية فأغلب وقته يقضيه واقفاً يتنظر إشارتك ومن صور وفائه أنه يقف معك في ليالي الشتاء الباردة حامياً ومدافعاً عنك من لسعات البرد وزخات المطر وآخر صور وفائه أنه يحتضنك في رحلتك الأخيرة للدار الآخرة مغطياً وساتراً لجسدك عن أعين الناس.
هل عرفتم من هو هذا الرفيق الأنيق الجميل متعدد الأشكال والألوان الذي يعتبر جزءاً من ثقافتنا وموروثنا الشعبي وعلامة من العلامات التي تميز الرجل العربي في الجزيرة العربية، إنه يا أصدقائي العباءة أو ما يطلق عليه لدينا البشت أو المشلح، أتمنى أن يخصص يوم في السنة كتكريم لهذا الكائن الوفي على غرار يوم القهوة ويوم السعادة ويوم الشاي وغيرها من الأيام العالمية.
** **
ايميل saadmar14@gmail.com