عندما تحدث ثورة بسبب الجوع والفقر تصبح كإعصار مدمر يقتلع كل ما هو أمامه من الأخضر واليابس. فقد تعلمنا من الأحداث عبر التاريخ القديم والحديث أن ثورة الجياع لم تحدث بمكان الا كان لها الغلبة والنصر. ابتداءً من ثوره الحرافيش في مصر والتي حدثت في زمن المماليك مرورا بالثورة الفرنسية والتي تسببت في انهيار الحكم الملكي الفرنسي، ووصولاً لتونس في عصرنا الحاضر تلك الشرارة التي انطلقت من خلالها الثورات العربية، فالفقر هو عدو شرس عرفه الإنسان منذ الأزل، فالجائع الفقير الذي لايملك شيئاً لا يخاف فقدان شيء، فتصبح مجابهته صعبة وهزيمته مستحيلة خصوصاً إن كان الجوع لشعب كامل فالشعوب الجائعة تكون قنبلة موقوتة لاتستطيع الصبر طويلاً، ومايحصل في إيران ماهو إلا تكرار لتلك الثورات التي حصلت عبر التاريخ بسبب ما يمارسه النظام الإيراني (الملالي) من ظلم عظيم في حق الشعوب الإيرانية من فساد في تبديد الثروات خصوصاً وأن مايميزما يحدث في إيران عن غيرها هو أن هذا البلد لايعاني من قلة الموارد فإيران بلد غني بثرواته الطبيعية وبزراعته وبسياحته الدينية ومع هذا فالجوع يخيم على المواطنين... مما أثار هذا الشعب المغلوب على أمره وخروجه للشوارع وتمرده على السلطة متسائلاً أين أموال الشعب!؟ أين أموال النفط!؟ أين تذهب الموارد الكبيرة والروافد الكبرى لإيران!؟ نعم إيران بلد كبير وغني الموارد، ولديه ثروات كبيرة في مجالات عدة لكن كل هذه الثروات تم تبديدها من جانب النظام لدعم الأحزاب والمنظمات الإرهابية في الدول العربية المجاورة، من شراء أسلحة ودفع رواتب وغيرها لإنجاح الخطة الخمسية لتصدير مايسمى بثورة الخميني فقد أدى هذا الفساد المالي في إيران لجعل المواطن الإيراني يعيش بمعجزة تحت خط الفقر ويعيش حالة من القهر والحسرة، وهو يرى أمواله تبدد على الخزعبلات والهراء ومعاداة الشعوب، وفي المقابل نرى زيادة مفرطة وتضخما في حجم ثروة المرشد الأعلى والمقربين منه وبعض رموز النظام، هذا النظام الذي أصبح وجوده خطراً وجودياً على الأمن والنظام العالميين فقد تعدى خطر هذا النظام المحيط الإقليمي ووصل إلى ماهو أبعد خصوصا في تجارة المخدرات وعمليات الاغتيالات التي ينفذها هذا النظام الإجرامي المتعنت، أصبح ما يحصل في إيران من أحداث أمرا يهم كل شعوب المنطقة العربية لاأن هذا النظام وهذا الجار المزعج أصبح كابوساً يؤرق الفكر وواقعا يهدد المستقبل.