بكل أسى وحزن شيَّعت محافظة الرس أحد أبنائها المخلصين ورجالها المميزين الشيخ حمد بن محمد الخربوش الذي ودعنا إلى الدار الآخرة بعد معاناة مع المرض لازمه في الفترة الأخيرة وقد حزن الجميع لفراقه وهو ممن له محبة في قلب كل من يعرفه مما يتميز به من أخلاق وصفات حميدة وتواصل للقربى وقدم العديد من الخدمات لدينه ومليكه ووطنه وتقلّد الكثير من المناصب في عدد من الدوائر الحكومية واللجان المنظمة والجمعيات الخيرية، وله بصمات متعددة وخاصة في خدمة مسقط رأسه الرس، وواصل نشاطه بعد تقاعده وخاصة في مجال أعمال الخير والإنسانية، وكان لوداعه لوعة وحزن وخاصة من محبيه وأقاربه، ولا شك أن وداع مثل هذا الرجل مؤلم ومحزن، وإن كنا نؤمن بقضاء الله وقدره وهذه حكمة المولى عزَّ وجلَّ ورحمته بعباده بأن الموت نهاية كل حي وكل مخلوق في هذه الحياة الدنيوية. قال سبحانه وتعالى في كتابه العظيم {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}، ولو كتب البقاء لأي مخلوق في هذه الدار لبقي قدوتنا وحبيبنا وأفضل الناس نبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم وقال الشاعر:
ولو كانت الدنيا تدوم لأهلها
لكان رسول الله حياً مخلدا
وتلك هي حكمة الله لعباده في الحياة الدنيا التي هي دار ممر، بل هي الطريق إلى الحياة الآخرة والتي وعد الله لمن عمل صالحاً يكتب له جنة عرضها السموات والأرض ولمن عصاه يكون مصيره نار جهنم، عفانا الله منها ووالدينا والمسلمين وأن يرزقنا جنّات النعيم .
نعود لفقيدنا الغالي الشيخ حمد، الذي فجع الجميع بوفاته -رحمه الله- وكان شعله في العمل الحكومي والخيري وفي مجالات أخرى متعدِّدة.
والفقيد -رحمه الله - يحظى بمسيرة إنجازات منذ بداية حياته وحتى وفاته، سوف أتطرق لها بايجاز على النحو التالي:
- الفقيد ولد في محافظة الرس عام 1362 هجرية، وعاش في بيت علم ومعرفة، ودرس كافة مراحله الدراسية في المحافظة.
- عمل في المجال الرياضي كلاعب بنادي الحزم في بداية التأسيس ومن مؤسسيه أيام كان يطلق عليه اسم النادي الأهلي، بعد ذلك عمل فيه عضواً لعدة سنوات.
- ساهم في تأسيس الجمعية الخيرية في بداية تأسيسها وكان أحد أعضائها المؤثّرين.
- كانت بداية عمله الحكومي في بلدية الرس حتى أنه تقلَّد قيادتها فترة من الزمن.
- عيّن مديرًا لمكتب مصلحة المياه حتى تقاعد عام 1422 هجري.
- قدَّم للمحافظة سجلاً حافلاً من الأنشطة في المجال الرياضي والاجتماعي والشبابي، كما شارك بعدد من اللجان الخيرية والتنظيمية والتطويرية والقيادية ومنها عمله في لجنة أهالي محافظة الرس.
لقد تمت الصلاة عليه في جامع الشايع وووري جثمانه الثرى في مقبرة الرس بحضور جموع كبيرة من أقاربه وأهالي المحافظة، وهم يدعون له بالمغفرة والرحمة، نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يجعل ما أصابه أجراً وتكفيراً {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
** **
- منصور محمد الحمود