صباح اليوم تلقيت اتصالاً.. سرّني لو كان الحال مواتياً ورددت عليه إنما عدم جاهزيتي حالت دون ذلك، خشيت فتح مواضيع شخصية ليس هذا أوانها يرى طرف على حساب آخر سلامة مسلكه تجاه علاقة هي في طيفها الأدبي من أزهى ما يكون، حيث طبيعة التلامس الفكري تُعد من أرفع المكاسب التي يحوزها المرء في حياته يبتغى بالقطع دوام هذه التجليات خالصة للفكر والثقافة.
أما على المستوى الشخصي فهي كما اتضح دون ذلك بكثير ليس لتعمد إساءة - لا سمح الله - وإنما شح اهتمام لا يعزز معاني الصداقة وحفظ مكانة الصديق في قلب صاحبه هذا ما يكون شاهداً على تأصيله دوام السؤال وتقصي الأخبار.. خلاف ما نحن عليه فلا يعقل أن يمر شهر كريم وعيد مجيد دون اتصال وتبادل تهاني وتبريكات وحديث ودود بين الرفقاء إن لم ينم ذلك عن هشاشة هكذا علاقة تشبه في وجودها العدم فما عساه يكون تفسيره..!
شخصياً لا أصلح كصديق، بل إنه بالمعنى الحرفي ليس لدي واحد على سبيل المثال يذكر مع كثرة معارفي ومخالطتي الجميع وليس ذلك بغريب فوجود صديق حقيقي عدا أصحاب المصالح في أيامنا هذه أندر من الكبريت الأحمر لا سيما لمن هو مثلي وعلى شاكلتي كبير العشم.
لذا صدعت بكلمتي ليس على سبيل ملام أو عتاب ولا حتى سماع أعذار وإنما إظهاراً للصدق مع النفس وتجاه غير أوضح مفهومي أن الصداقة على تفاوت درجاتها حتى اليسيرة اللطيفة منها غير مكلفة إن تعالينا عليها ولم نتعهدها بالعناية والرعاية جفت منابعها وهشمت منابتها، ربما اليوم ونحن نعيش هذه الضبابية من العلاقات يستحسن القول: السعيد من ليس لديه صديق يخسره.
** **
- عوض نايف الحربي