د.خالد بن محمد اليوسف
بيد ملكية كريمة من صاحب السمو وقائد الرؤية
الفيحاء يكتب لمدينة المجمعة عنوانًا تاريخيًا ملكيًا
لم تعد رياضة كرة القدم ترفًا بل أصبحت مقياسًا لتقدم الأمم في الوقت الحاضر، وعنوانًا عريضًا للتميز والتقدم، وكاشفًا بكل وضوح للحضارات والعادات والتقاليد.
ولذا أضحت بعض مظاهر الحضارات الغربية تغزونا في بيوتنا ويقلدها بعض شبابنا لا إراديا بسبب تميز بعض الأندية الغربية وشهرتها وشهرة بعض لاعبيها.
وتعدى تأثير رياضة كرة القدم إلى استقطاب اللاعبين المشهورين عالميًا في هذه الرياضة للتسويق للبرامج الاجتماعية أو التنموية سواء على مستوى المنظمات الدولية أو الدول أو الشركات العالمية أو المحلية.
ولذا أدركت قيادتنا الرشيدة حفظها الله مبكرًا أهمية هذا الأمر وضرورة وضع الخطط الكفيلة عاجلاً للارتقاء برياضة الوطن لتكون متميزة ليس على الصعيد المحلي فقط أو الإقليمي وإنما يتجاوز ذلك إلى المستوى العالمي.
وهذا ما بدأت أولى ثماره تتحقق بفضل الله تعالى، وذلك بتأهل المملكة للمحفل العالمي في كأس العالم للمرة السادسة في تاريخها.
رؤية المملكة 2030 كانت لها اليد الطولى في ترتيب شؤون رياضتنا المحلية فأنشئت هيئة الرياضة بدلاً من الرئاسة العامة لرعاية الشباب ثم استمر الاهتمام الحكومي بالشأن الرياضي ليعلن لأول مرة في تاريخ المملكة عن إنشاء وزارة للرياضة وليصبح وزيرها عضوًا في مجلس الوزراء.
وهكذا نرى التطور المتسارع في التنطيم الرياضي داخل المملكة لاستثمار جميع الوقت المتاح للارتقاء عاليًا في المحافل الرياضية بشكل عام ومحافل كرة القدم بشكل خاص.
هذا الترتيب للشأن الرياضي الداخلي والاهتمام بتطويره ودعمه في جميع المجالات الرياضية تواكب معه بشكل خاص في مجال كرة القدم دعم استثنائي غير مسبوق لجميع الأندية على السواء المعروفة منها وغير المعروفة لأن الدولة لا تريد نتائج غير متوازنة أو تعزز جانبًا على حساب جانب بل تريد من الجميع أن يعمل ويعمل ويعمل في حدود الصلاحيات والأنظمة المحلية والقوانين الدولية.
من البديهي القول إن النتائج المحلية بدأت أيضًا في الظهور سريعًا بسبب هذا التخطيط السليم والرؤية البعيدة والعمل المتواصل إذ وجدنا خلال الثلاث سنوات الماضية ثلاثة أندية غير أندية الكبار تسعى إلى الحصول على الكأس الملكية الغالية كأس خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وهذا ما لم يتحقق منذ بداية تاريخ هذه المسابقة الكبيرة.
ماذا يعني ذلك؟
يعني أنك تسير في الطريق الصحيح فلم يعد هناك أندية كبيرة تستحوذ بلا منافس على البطولات الكبيرة داخليًا بل أضحت تنافسها أندية أخرى وصلت إلى المستوى ذاته والقوة بفضل التخطيط الإستراتيجي الصحيح.
بناء الوطن يحتاج إلى بناء الإنسان وبناء الإنسان يحتاج إلى بناء وعمارة الأرض.
وبناء وعمارة الأرض يشمل جميع الجوانب ومنها في عصرنا الحاضر الجانب الرياضي.
حينما يفوز نادٍ من أقاصي بلادنا المباركة شمالاً أو جنوبًا أو شرقًا أو غربًا ببطولة قوية وكبيرة جدًا فاعلم أن تحقيق ذلك لم يكن مصادفة أو مجرد حظ بل إن وراء ذلك جملة من الخطط التي رسمت من قبل والمنجزات التي تحققت في هذا المكان من دولتنا المباركة سواء على المستوى التنموي أو الاقتصادي أو الاجتماعي..وهكذا نجد أن تحقيق المكاسب الرياضية الكبرى على المستوى المحلي هو انعكاس للمكاسب التنموية والاجتماعية والاقتصادية... التي تحققت قبل ذلك وهو ما يدفع بتحقيق التنمية الكبرى على مستوى الوطن ككل.
وهذا هو أحد الأسباب الرئيسة في التفات القيادة الرشيدة حرسها الله لتطوير الجانب الرياضي لما يترتب عليه بالضرورة من تطور جميع المجالات الأخرى.
بعبارة أخرى لا يمكن أن تتقدم الرياضة في أي منطقة أو محافظة أو مركز في بلادنا العامرة مالم تتطور المجالات الأخرى قبل ذلك، وهذا كما أشير إليه أعلاه فهو من اللوازم الضرورية لتطور الرياضة.
فمثلاً حينما حصل نادي التعاون على كأس خادم الحرمين الشريفين في عام سابق فمؤدى ذلك أن المدينة التي ينتمي لها هذا النادي قد اكتملت من حيث التجهيزات التي تحتاج إليها المدن لعمارتها في جميع المجالات.
فنادي التعاون ينتمي مكانيًا لمدينة بريدة وهذه المدينة تقع ضمن منطقة القصيم.
وبمجرد أن تقول حصل نادي التعاون على كأس خادم الحرمين الشريفين فستعلم يقينًا بأن المدينة التي ينتمي لها قد وصلت إلى التجهيزات الأساسية لعمارة المدن وتطورها سواء من حيث شبكة الطرق أو المواصلات بشكل عام أو من حيث الملاعب النموذجية أو من حيث التخطيط العمراني أو من حيث اكتمال الخدمات الحكومية كما لو كنت في العاصمة.
فحصول النادي على كأس هذه البطولة يرتب عليه استحقاقات داخلية وقارية لا يمكن للنادي أن يستمر بها مالم تكن مدينته التي ينتمي لها كاملة التجهيزات التنموية والخدمية بشكل كامل.
وما يقال عن التعاون وبريدة يقال كذلك عن حصول نادي الفيصلي على كأس خادم الحرمين الشريفين العام الماضي فبمجرد أن يقال إن نادي الفيصلي قد حصل على هذه الكأس الغالية فسيدرك المتابع يقينًا بأن الفيصلي يقع في منطقة من هذا الوطن الغالي تتوفر في هذه المحافظة كامل الخدمات التنموية والحكومية وسيرى بوضوح أن هذا النادي الطموح يتبع إداريًا لمحافظة عريقة مكتملة الخدمات الحكومية والتنموية وكانت سببًا رئيسًا أسهم في حصول النادي على هذه الكأس الغالية، حيث تتمتع بمدينة رياضية هي مدينة المجمعة الرياضية ومجهزة بأحدث المواصفات وأفضل المعايير المحلية والقارية بل وسبجد أن هذه المحافظة وبفضل التخطيط المدروس بعناية واقتدار من قِبل قيادتنا الرشيدة سنجد أن هذه المحافظة برزت للمجتمع العلمي العالي والبحثي محليًا ودوليًا وذلك بأن كانت محلاً لجامعة ناشئة لكنها خطت خطوات جبارة لتنافس الجامعات الكبرى في وطننا الغالي بل وتعدت ذلك لتنافس جامعات العالم بحصولها على مراكز متقدمة في التصنيفات الدولية وجوائز متفرقة في المحافل الداخلية والدولية.
بل سيجد أيضًا أن هذه المحافظة أصبحت محلاً لكلية عسكرية هي كلية الملك فيصل الحربية لتتميز هذه المحافظة -كما هي ميزة بلادنا حفظها الله- بأن حملت بإحدى يديها مصباح العلم والنور وحملت بيدها الأخرى سيف القوة والشموخ.
وكذلك سنجد أن هذه المحافظة أصبحت كذلك محلاً لمحطة رئيسة لقطار سار والذي يربط حاليًا عبر شبكة قطارية وسط المملكة بشمالها وفي المستقبل سيتطور ليغطي غالب بلادنا الغالية.
ومن البديهي القول إن المشروعات الكبرى السابقة تحتاج إلى شبكة طرق ومواصلات وطيران وخدمات فندقية متطورة ومراكز رئيسة للخدمات الحكومية المباشرة.
وإذا كانت هذه الأمور متحققة في هذه المحافظة فستدرك أيضًا أنها ستكون مجالاً خصبًا للاستثمارات والفرص التجارية وتسابق الشركات الكبرى لافتتاح فروع لها وحجز محل لعلامتها التجارية، وهذا ما نراه متحققًا هذا اليوم بوضوح في محافظة المجمعة التي اكتمل قمرها بدرًا مساء يوم الخميس الماضي على جميع أرجاء الوطن فسمع بها الجميع وبحث عنها الجميع وأصبحت ملء السمع والبصر وتردد صدى اسمها في القنوات التلفزيونية والإذاعات والصحف الورقية أتدرون لماذا؟!
لأن شمس الأمير الاستثنائي الأمير قائد الرؤية والتطور الأمير الذي يعمل ويعمل ويعمل لخير الوطن والمواطن قد أشرقت بخيوط أشعتها الذهبية على هذه المحافظة فتسلطت عليها الأضواء بعد أن خطف فيحاؤها الكأس الغالية الذهبية.
شكرًا لنادي الفيحاء
شكرًا لسمو محافظ المجمعة الذي يعمل بصمت وحكمة واقتدار ويجعل المنجزات التي تتحقق كل يوم هي من تتكلم نيابة عنه وعن كل مسؤول في المحافظة.
شكرًا لسمو أمير منطقة الرياض ولسمو نائبه واللذان ما فتئا يعملان دومًا لجميع محافظات ومراكز وهجر المنطقة نموًا وتطورًا وازدهارًا.
وختامًا نحمد الله دومًا وأبدًا أن منَّ علينا بقيادة رشيدة تسعى إلى خدمة الوطن والمواطن قيادة تخطط وترسم لمستقبل أكثر إشراقًا وتطورًا.
قيادة تضع نصب أعينها خدمة المواطن والمحافظة على هذا الوطن في وسط تقلبات إقليمية ودولية.
أما رؤية المملكة 2030 فبدأنا نجني ثمراتها والتي تتكاثر يومًا بعد يوم بفضل الله تعالى ثم بالتطبيق المثالي المتدرج والذي احتاط قبلاً بأن جعل هذه الرؤية قابلة لأن تتكيف خططها مع أي متغيرات محلية أو إقليمية أو دولية.
ألا ترون الخدمات الإلكترونية تطورت بشكل كبير فأصبحنا ننجز أغلب معاملاتنا تقنيًا
ألا ترون القضاء أصبح أكثر إنجازًا وأقل وقتًا
ألا ترون بدء تطبيق المحاكم الرقمية ألا تلمسون التطور المتسارع الذي تشهده بلادنا
إن من الواجب شكر النعمة للمحافظة عليها
والدعاء الدائم لولاة الأمر بأن يمن الله عليهم بالحفظ والتوفيق والسداد والقوة والنصر والتمكين.
شكرًا أيها الأمير الاستثنائي فقد عملت وتعبت بلا كلل ولا ملل مع حرب إقليمية وعالمية على شخصك الكريم لا لشيء فقط لأنهم يعلمون يقينك بأنك تسير في الطريق الصحيح فيخافون أن تزاحمهم ثم تسبقهم فتحلق بوطنك وبشعبك عاليًا في الأمن والنمو والتطور والاستقرار مع القوة والهيبة والشموخ وهو ما سينعكس لزامًا على كل سعودي وسعودية.