د. مساعد بن سعيد آل بخات

مَرَّ التعليم «الثانوية» في المملكة العربية السعودية بعدد من التجارب خلال عشرات السنوات الماضية، بغية الوصول لأفضل مشروع يفيد الطلاب والطالبات ليكونوا متسلحين بالعلوم والمعارف اللازمة، ومكتسبين لمهارات متنوعة تمكنهم من إفادة أنفسهم ووطنهم.

فتم تطبيق (الثانوية العامة، وثانوية تحفيظ القرآن الكريم، وثانوية المعاهد، والثانوية الشاملة، والثانوية المطورة، والنظام الفصلي، ونظام المقررات).

ومن أحدث المشاريع التطويرية التي اعتمدتها وزارة التعليم لتطبيقها في المرحلة الثانوية (مسارات الثانوية العامة) والذي تم تطبيقه بدءًا من العام الدراسي 1443 ، وتضمنت آليته مرحلتين هما:

أولًا/ تكون بداية مسارات الثانوية العامة مع الصف الأول ثانوي (السنة الأولى مشتركة لجميع الطلاب والطالبات) ويتم فيها الإعداد العام بدراسة المواد المعروفة من دراسات إسلامية ولغة عربية ورياضيات وأحياء.. إلخ، كما يتخلل هذه السنة الدراسية اختبارت وعمليات الفرز والقياس والتوجيه.

ثانيًا/ في الصف الثاني والثالث ثانوي يتم فيها تسكين الطلاب والطالبات في المسارات المناسبة لقدراتهم ورغباتهم وميولهم، وهي ست مسارات:

المسار العلمي، المسار الشرعي، مسار علوم الصحة والحياة، مسار علم الحاسب الآلي والهندسة، مسار إدارة الأعمال، المسار الإنساني (العام).

بحيث يكون المسار العام متواجدًا في جميع المدارس الثانوية، ويتم فتح المسارات التخصصية في المدارس الثانوية (علوم الصحة والحياة، علوم الحاسب الآلي والهندسة، إدارة الأعمال.. إلخ) بناءً على جاهزية المدارس واحتياجات إدارات التعليم.

فعلى سبيل المثال: المدرسة الثانوية (أ) يفتح فيها مسار عام ومسار علوم الصحة والحياة بما يتناسب مع جاهزيتها، أما المدرسة الثانوية (ب) فيفتح فيها مسار عام والمسار الشرعي بما يتناسب مع جاهزيتها.. وهكذا.

وتهدف مسارات الثانوية العامة إلى:

أولًا/ تحقيق متطلبات رؤية 2030م.

ثانيًا/ تلبية احتياجات التنمية الوطنية.

ثالثًا/ إيجاد تعليم متوائم مع احتياجات سوق العمل.

رابعًا/ توطين الوظائف الحرجة وتحقيق الأمان المهني.

خامسًا/ إعداد الطلاب والطالبات للحياة.

سادسًا/ إكساب الطلاب والطالبات مهارات القرن الحادي والعشرين.

سابعًا/ استشراف وظائف المستقبل.

ثامنًا/ مواكبة التغيرات العالمية في التعليم الثانوي.

ومما ينبغي التأكيد له بأنَّ مسارات الثانوية العامة تضمنت ثلاثة برامج وهي:

أولًا/ برنامج التسكين: والذي يهدف لتوجيه الطلاب والطالبات للمسارات المناسبة لهم بناءً على عدة ضوابط ومنها الرغبات والميول، الدرجات في الاختبارات.. إلخ.

ثانيًا/ برنامج التجسير: يسمح للطلاب والطالبات بالانتقال من مسار إلى مسار آخر بعد أخذ فصل صيفي بالمناهج الدراسية اللازمة لإتمام الانتقال.

ثالثًا/ برنامج الإتقان: من خلال حصص ثابتة في الجدول الدراسي بحيث تكون إثرائية للطلاب والطالبات المتفوقين دراسيًا، وعلاجية للطلاب والطالبات الضعيفين دراسيًا.

ويُعد الطالب متخرجًا من المرحلة الثانوية في حال إتمام ما يأتي:

أولًا/ اجتياز جميع المقررات الدراسية المطلوبة.

ثانيًا/ حقق ساعات العمل التطوعي المطلوبة.

ثالثًا/ أنهى مشروع التخرج بنجاح.

ويُمنح الطالب المتخرج من المرحلة الثانوية شهادة مهنية تؤهله لسوق العمل كخيار متاح له إن أراد ذلك، كما تؤهله الشهادة الثانوية لإكمال برنامج الدبلوم أو البكالوريوس كخيار آخر إن أراد ذلك.

ختامًا..

إن لم تتغير فأنت تتقادم.