من نعم الله وغزير كرمه وجمّ فضائله - وله الحمد والشكر - أن حققت المملكة العربية السعودية اثنتين وعشرين جائزة دولية في مسابقة «آيسف» 2022.
وإنه - ما شاء الله! - هو الإنجاز الرائع الباهر من أبناء وبنات المملكة العربية السعودية، بفضل من الله تعالى، ثم بدعم من قيادتنا الحكيمة - أيدها الله - ممثلة في مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» ووزارة التعليم، للعام السادس عشر على التوالي، وبخمسة وثلاثين موهوبًا وموهوبة.
إنهم حققوا إنجازًا غير مسبوق، بتحقيق ثنتين وعشرين جائزة عالمية، منها: جائزة أفضل مشروع، وخمس عشرة جائزة كبرى، وست جوائز خاصة خلال مشاركتهم في معرض «ريجينيرون» الدولي للعلوم والهندسة «آيسف 2022» من بين طلاب خمس وثمانين دولة؛ والذي أقيم في «أتلانتا»بولاية «جورجيا» الأمريكية خلال المدة من السابع إلى الثالث عشر من مايو الجاري.
سعيدة لك وطني، وأعتز بك، ولأجل رفعتك - وطني - أسعد جدًّا بنجاحاتك؛ فأشكر الله وتزداد النعم..
أحبُّك حبًّا يكبر من شأني ويضعف الأعداء؛ حبًّا ينمو ويزداد؛ لا يعرف النقصان؛ حبًّا لا أستطيع دقة وصفه كما هو في الوجدان؛ هو أكبر من شرحه والتبيان؛ وما أقوله في حقه أقلُّ القليل وإن كبر لدى القراء.
وطني؛ فيك ترعرعتُ ونَمَتْ أغصاني، وفوق أرضك تربّيتُ واخضرّتْ أوراقي، وفي طرقاتك وجبالك وسهولك وتحت سمائك أسعى لأكون الابنة المثمرة أكثر، وأودّ أن يكون كلُّ أفراد المجتمع لك مثمرين.
أنهل من مائك - وطني - حتى ارتوي؛ فتصبّ المياه بغزارة في جذوري الممتدة بعمق التراب في أرضك بكل طهر ونقاء؛ والله يرعاني ويعطيني؛ فلا أعطش ولا أفتقر!
وطني بلد الحرمين الشريفين، بلد العلم والعمل، بلد المكارم والنبل، بلد الخير والعطاء، بلد النور والنماء، بلد العز والرقي، بلد الامتياز والظل؛ الامتياز بالنجاحات والتقدم؛ والظل بالأمان والنعم الكثيرة، هو بلد المعاملة والإحسان؛ بلد الرحمة والإنسان - أدام الله ذلك -، وقد قالها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله وسلمه -: «من أجل الإنسان.. يهون كل ما دونه».
وقال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد - حفظه الله وسلمه -: «لدينا جبلٌ دائمًا نضرب فيه المثل؛ اسمُه جبل طويق، لدى السعوديين همّةٌ مثل هذا الجبل! همّة السعوديين لن تنكسر إلا إذا انهدَّ هذا الجبل وتَساوى بالأرض».
لقد شاهدتُ من خلال الشاشة في معرض «ريجينيرون» الدولي للعلوم والهندسة «آيسف «2022» الطلاب والطالبات من وطني المملكة العربية السعودية - وهم سعداء بنجاحهم - يقفزون؛ فأطير بإحساسي أنا معهم فرحًا.. يركضون لمنصة التتويج بطموح متّقد؛ فأصعد أنا معهم شعورًا وكأني المتوَّجة. حينها شعرتُ أنّ الوطن كلّه ابتهج معهم ولهم، فأزهرت اللحظات فلًّا وياسمين؛ وعبقت في كل أرجاء العالم، وصدى أصواتهم ونشوة سعادتهم عمّت السعودية بأكملها بل العالم أجمع، فما أجملها من ليلة! وما أجمله من صباح! وما أروعها من لحظات أعيشها ويعيشها الوطن!
أقول للطلبة ولكل أفراد المجتمع - ومنهم أنا أولًا -: الوطن هو مساحات من النور؛ واخضرار وأنس في قلوب الصادقين المخلصين لله ثم لوطنهم وولاة أمرهم.
لا تركنوا لليأس.. تعلّموا العلم الصحيح.. واعملوا بإتقان وتفانٍ.. ولا تغرَّنكم الحياة الدنيا.. احصدوا للآخرة ببناء حاضركم بأجمل بناء وأبهى الصور.
مجِّدوا ماضيكم الكبير.. وارسموا مستقبلًا زاهرًا.. واسعوا لتحقيقه.. ولا تجرَّكم الشائعات وتخدعكم الأوهام وتطول بكم الأمنيات المهلكة.
كونوا أوتادًا لبلادكم؛ جبالًا رواسي شامخات في أرضكم السعودية، لا تقبلوا الزعزعة والشتات.
إن حبة رمل في بلدي تفوق حَبًّا كلَّ حبات اليابسات في جميع البلدان!
وإن رمالك الذهبية - وطني - تحتاج إلى قلوب نقية لا تبيع الوطن أبدًا ولا تساوم في ذلك!
أنتم نحن ونحن أنتم، كلنا على قلب واحد، وكلنا نجتمع يدًا بيد، نتّحد ونتعاون على البر والتقوى والخير، وكلنا نرى ونتعلم، ونعمل جميعًا من خلال عقيدتنا الإسلامية منبع السماحة والوسطية والرحمة والدعوة إلى الله.
مبارك لكم وللوطن هذا الإنجاز والنجاح، ولقد كنتم أخلاقًا تدرس وآدابًا تقتدى ومثالًا يحتذى! أسعدتموني كثيرًا؛ فإنجازكم إنجاز للوطن ولكم، وإنجاز لكل محب لهذا الوطن العزيز السعودية.
لقد كنتم وما زلتم النجباء لغد مشرق - بإذن الله -.
ما زالت أمامكم الفرص، والطريق يسع الجميع، والعلم نبراسكم، والمعرفة سلاحكم، والحقيقة مطلبكم، والنفع غايتكم، والفائدة ضالّتكم التي تسعون إليها ووصلتم لها، وما زلتم في سلالم المجد قادمين.. قادمين.. قادمين.. وبقوة - بعون الله وإذنه -، وأسأل الله الفوز والنجاح لي ولكم، ولكل مجتهد ومبدع النصيب الوفير من الفوز. والسلام.