هكذا أثار البروفيسور طارق الحبيب الجدل بانتقاده «جيل الطيبين» واصفًا بأنه مرحلة مليئة بالقسوة من ناحية والتشدد الديني والانطوائية من ناحية أخرى، موضحًا إيجابيات الوقت الراهن في الانفتاح وتوفر الوسائل المتعددة في خدمة الإنسان وتطويره. مما شكلت تلك العبارات حالة من الاستهجان الكبير عند الكثير ممن عاصروها وفي الوقت ذاته «جيل الطيبين» هم ينتقدون الجيل الحالي بأسوأ من ذلك.
حينما نلقي نظرة عبر التاريخ نجد أن هناك مراحل تتطور في نمط الحياة وعلى إثره يجد الإنسان الطريقة المثلى في التكيف مع ذلك النمط ، فالرسومات الصخرية مثلاً تُشكل مصدرًا جيدًا لتتبع تطور أساليب الحياة القديمة وهي مرحلة (ما قبل الكتابة) فكانت تشير في كثير من الأحيان إلى أنشطة حياتية وطقوس دينية وغيرها، فيأتي الجيل الذي يليه يستفيد منها ويطورها وبهذا تتوالى السنون ويتطور الإنسان، مثال على ذلك هي الساعة : بدأت كساعة شمسية ثم مائية ورملية وبخورية إلى الساعة الميكانيكية في القرن السادس عشر بوساطة صانع الأقفال الألماني يدعى بيتر هيلين بعد أكثر من 10 أعوام من البحث والدراسة، فهل من المعقول أن أقول إن المُصنّع الحالي للساعة هو أفضل من هيلين، فالشاهد إذًا أن عقل الإنسان يتطور من حقبة إلى أخرى وهو من يجعل من الحياة أكثر سرعة وسهولة بفضل الله عز وجل وتوفيقه، أخيرًا أرى أنه صراع لا جدوى به لان الحقبتين مكملة لبعض من ناحية التطور والعلم وأيضًا الجيل القادم بإذن الله سيواصل هذا التطور أكثر وبالطبع سيكون أفضل.