عطية محمد عطية عقيلان
كانت كارثة فيكتوريا في لندن عام 1883م والتي مات فيها أكثر من 180 طفلا بسبب إغلاق باب الدرج، بأن أقرت الحكومة البريطانية، الحد الأدنى من معايير السلامة للمباني ومنها «مخرج الطوارئ» بأن يكون مفتوحا وسهل الوصول إليه واستخدامه، ومن حينها عرفت مخارج الطوارئ، وبدء مراعاتها ووجودها كشرط لترخيص المباني لضمان السلامة في حالات الحريق أو الزلازل أو الكوارث، بل أصبح وجود مخرج للطوارئ ضروريا عند أي تجمع بشري من أجل الحفاظ على سلامتهم وسهولة حركتهم، بل إن إدارة الحشود في المناسبات التي تشهد تجمعا بشريا ضخما مثل الحج ومباريات كرة القدم والتجمهرات، أصبح لها علم في كيفية التعامل معها وإدارتها، ومنها وجود مخارج للطوارئ، لتسهيل حركتهم وإبعادهم عن الضرر من التدافع والفوضى، حتى في الطرقات السريعة والطائرات يوجد مخرج للطوارئ للتعامل مع المواقف الطارئة، وتهدف لتحقيق أعلى درجات السلامة للمستخدمين لها. ونحن بحاجة كبيرة لتوفير مخارج للطوارئ في حياتنا للتعامل مع متغيرات الحياة على مختلف الأصعدة، وذلك بهدف إيجاد طرق بديلة للتعامل مع المواقف الطارئة التي تحصل معك، واحرص على أن تطور مخرج الطوارئ في حياتك من خلال استخدامه الأمثل، وفي الوقت المناسب لتسهل عليك التخلص من الكوارث والأزمات التي تمر بك، لذا لا بد أن تعرف الأوقات التي يجب أن تستخدمها، ومنها:
- أن يصبح الاعتذار عن الحضور أو المغادرة سريعاً هو مخرجك للطوارئ عند وجود من يضفي عليك ضيقا أو إحباطا أو تشاؤما أو ضررا صحيا أو نفسيا.
- احرص على تحويل الحوار أو التوقف عنه، كمخرج للطوارئ، عند احتدام الحديث وتحوله لجدال عقيم، أو عناد أو تجريح وقد يسبب قطيعة أو عداوة.
- فعل التوقف عن التوجيه والعتاب واللوم كمخرج للطوارئ عند الحديث مع والديك أو أصدقائك المقربين أو أقاربك، خاصة فيما يتعلق بالاستثمار والأكل والرياضة.
- اجعل في كل علاقات حياتك تفعيلا بتوقع الحد الأدنى من الدعم والمساندة والاهتمام من الآخرين، كمخرج للطوارئ في تقبلهم وعدم التعويل عليهم حتى لا تكون عرضة للصدمات وخيبات الأمل.
- توقف عن الشكوى والتظلم ونقل الكلام والتحسر على ما فات ونشر مشاعر الإحباط، وليكن مخرج الطوارئ هو الشكر والحمد على ما بك من نعم ونشر التفاؤل والتسامح والسمو والفضيلة.
- ابحث عن الجانب الإيجابي لما يصلك عن الأصدقاء والأقارب واعتبره كمخرج طوارئ، لقلة التواصل أو سوء النقل وقل الفهم والزيادة لما وصلك.
وكما يقال: إن مخرج الطوارئ موجود للحالات الطارئة، إلا أن وجوده عند الحاجة له أثر كبير في تخفيف ضررها، وتوفير أعلى قدر من الأمان والسلامة وتخفيف الأضرار، لذا كما قالت الشاعرة الأمريكية، اندريا جيبسون «فمي مخرج طوارئ، تهرع الكلمات غير آبه بأنها عارية، هناك حريق في الداخل»، فلنحرص على الانتباه على الإرشادات التي يرسلها عقلنا لنا، عند الحاجة لتفعيل أو استخدام «مخرج الطوارئ» سواء بانتقاء كلماتنا أو أفعالنا أو تعليقاتنا، فقد نكون محبطين أو منزعجين أو مشوشين وعند مشاركة الآخرين همومنا نوجد لهم المبرر ليبحثوا عن مخرج للطوارئ لإنهاء علاقتهم بنا، وحاول عند إضاعة المخرج الصحيح فيع علاقاتك، أن تبذل الجهد وتعود إليه بأسرع وقت ممكن، والمهم أن تكون لمن حولك مخرج أمان وسندا ودعما وراحة ومصدر إلهام وسعادة.