سلمان محمد البحيري
تُعرف منطقة الراحة بأنها حالة سلوكية يمارسها الشخص بلا توتر أو خطر بسبب اعتياده على ممارستها ضمن إطار روتيني محدد وينتج عن هذا الروتين تكيّف ذهني يعطي الشخص شعوراً غير واقعي بالأمان وفي نفس الوقت يحد من قدرته على التقدم والإبداع ويظل في حالة خمول وبمنطقة الركود والجمود، الخروج من منطقة الراحة قرار صعب جداً ويحتاج إلى شجاعة ورغبة حقيقية في التغيير لأن النفس قد تعودت على أمور سهلة روتينية مثل مشاهدة الأفلام والمباريات على التلفاز أو تقضية وقت طويل في السوشيال ميديا أو الجلوس مع الأصدقاء يومياً في الاستراحة أو الكوفي وهنا تتعود نفسك على الخمول والراحة والكسل وتضيع ساعات يومياً وإذا حسبتها وجدتها وقتاً طويلاً يضيع من عمرك هباءً منثوراً بدون فائدة تصنع لك الفارق وتعتاد على ذلك ولا تريد الخروج منها وتظن أنك بذلك سعيد وهي سعادة وهمية لأنك بعد فترة ستشعر بالملل و»الطفش» وأنك على الهامش لأن روتينك اليومي لا جديد فيه لأن منطقة الراحة قاتلة لمعنوياتك وطموحك فإذا أردت التميز فعليك مجاهدة نفسك والخروج من هذه المنطقة لتطوير ذاتك وتتعب عليها لكي ترتقي بها من خلال التغيير الإيجابي مثل حضور دورات في تطوير قدراتك على الأون لاين والقراءة في كتاب كل يوم نصف ساعة وممارسة الرياضة أو المشي في حديقة أو بطرق للمشي وإعطاء شغفك بعضاً من الوقت في كل يوم مثلاً في الرسم أو الكتابة أو الطبخ أو صنع الحلوى أو الحياكة ... إلخ من الهوايات وإذا فعلت ذلك ستشعر بعدها بالسعادة وبأنك قد أنجزت عملاً عظيماً لذلك فإن تحقيق النجاحات يأتي عندما تتجاوز منطقة الراحة وتقوم بعمل شيء مميز ومفيد ولو كان يسيراً في كل يوم والمداومة عليه وتطويره من خلال أفكار جديدة، فالراحة لن تجلب لك شيئاً والله لم يخلقنا في هذه الحياة لأجل الأكل والنوم والاسترخاء، بل خلقنا لنكن خلفاءه في الأرض من خلال العمل والسعي والجد والمثابرة كي نحقق نجاحاً في الموهبة التي قد غرسها الله في كل شخص فينا ولكن على كل شخص أن يكتشفها وينفض الغبار عنها ويصقلها ونترك أثراً يفيدنا ويثري من حولنا ومجتمعنا.