عثمان بن حمد أباالخيل
حمامة السلام، غصن الزيتون رمز السلام، شعارات لا يستحق حملها إلا الزوجة فهي النبع الذي يغذي الحياة الزوجية لأنها تحمل العاطفة والدفء. فهي قادرة على احتواء الزوج بالحنان والاهتمام، مدركة لاحتياجات الزوج، لأنها إنسانة تحمل بين أضلعها قلبا شفافا راقيا. أثبتت الدراسات مسئولية الزوج بنسبة 10% عن سعادة زوجته والأسرة والقسم الأكبر 90% يقع على الزوجة. الزوجة التي تملك روحاً سمحة ونفساً طيبة وطباعاً هادئة وإن ثار غضبها فلديها قدرة التصرف برؤية وهدوء. إن الجمال الخارجي للمرأة ليس مهماً بقدر جمالها الداخلي وأحيانا يكون جمالاً مُصطنعاً ملوثاً بما تمليه عليها ماركات المكياج، فجمال المنظر لا يعدو أساساً لجعل الحياة الزوجية مشرقة، لأن الجمال يزول مع الأيام والذي يبقى هو حسن التعامل والعشرة وفوق هذا كله الاحترام الذي يقع في قمة أولويات الزوجة.
غالبية الزوجات مثاليات فهي تحترم زوجها أمام الصغير والكبير وعند عائلتها في السر والعلن، وترسم له صورة جميلة في نفوس الجميع تتوالد عنها الهيبة الاحترام له. عكس غالبية الأزواج الذين يغيرون أسماء زوجاتهم في هواتفهم المحمولة بأسماء غريبة، ويعاملونهن بعقلية غريبة بعيداً عن السكينة والرحمة والمودة. للأسف هناك بعض الأزواج يتلذذ حين يسخر من زوجته التي تتحمل وتتجرع الهم والغم من هذا الزوج المتسلط الذي لا يفهم معنى الرجولة الحقيقية. فالزوجة تحب الزوج الذي يشعرها بالأمان، والذي تحس بأنه سندها في الحياة وتستطيع الاعتماد عليه في كل شيء.
إن غياب الرومنسية وجفاف العواطف (الزوج جلف) عند أغلب الأزواج خلق جواً مشحوناً يؤدي إلى برودة الحياة الزوجية وذبولها معتمداً على القول السائد الرجل لا يعيبه شيء، هذه أكذوبة من صنع الأزواج الذين يمشون عكس التيار العاطفي. إن احترام الزوج لزوجته لن يقلل من رجولته بمفهومها الحقيقي الذي لا يحبه معظم الأزواج فكم من زوج سقط من عين زوجته وحين يسقط من الصعب أن تعود المياه إلى مجاريها. لست مُتحاملا على الأزواج فهم الذين خلقوا هذا الانطباع العام وفي المقابل هناك بعض الأزواج تعاملهم مع زوجاتهم أطيب وألذ من العسل الأصلي.
وفي الختام الزوجة حمامة السلام، السلام الذي ينشده الجميع في حياته فكيف بالحياة الزوجية. رفقا بالقوارير أيها الأزواج: (تتمنى الزوجة ان يكون زوجها ذكيا لدرجة ان يعرف طباعها كلها، وغبيا، ليعجب بها كلها). جورج برنارد شو. غصن الزيتون يذبل فينكسر ويموت ويتلاشى أسقوه بالاحترام قبل الحب، أسقوه بالابتسامة والمشاعر الصادقة وابتعدوا عن جفاف العواطف واتركوا نهر الحب يجري بينكم. نحن بحاجة أن نبقي غصن الزيتون في داخلنا ونحافظ عليه ونعلم أولادنا وبناتنا كيف يرون غصن الزيتون الغض. همسة إلى بعض الزوجات: (التفاؤل والإيجابيّة في التفكير يساعدان الزوجة على جعل الزوج يحمل غصن الزيتون).