نتذكّر مقالةً جليلةً لابن عمر رضي الله عنهما عن (ثلاثة يجلبن لك الود في قلب أخيك، أن تناديه بأحب الأسماء إليه، وأن تفسح له في المجلس، وأن تَبش في وجهه).. فتلكم عن الحب تُخبر، بخاصةً من يقوم لك، ثم بين لفيف من الناس يخصّك باحتفائه أعني إن ألقيت على جمعهم السلام، فقد وصله بعامتهم، لكن لا يكتفي بما يجيبك به مع جوابهم، فيدع الذي بالقلب مضموراً بالقلب.. حتى لا يشعل عليكما نار غيرة أو..
وهذه (الأخيرة) تجد نمطها بين العشاق الذين تقوم القلوب للعناق.. بدلاً عن الأجساد.. لأن الهوى ما لا حاجة أن يُزاد بفضحه وقد خرج عن طوق السريّة بفعل علامات إليه تدلّ، وتُرشد/
وللقلب على القلب
دليلا ...حين (يلقاه)
فخاصية التعامل كهذه تنبئ عما تكنن، مما يُخرج منك بلا اختيار ما تخبئ، فليس للسريّة ها هنا من محلّ...
ولعل من الصور الواضحة ما ذكرته عائشة رضي الله عنها عن امرأة من الأنصار (فترة حادثة الإفك).. تأتي إليها، فتجلس تبكي.. مواساة لأم المؤمنين، فتقول (لا أنساها لها)
والصورة الأخرى.. بعيد انجلاء آثار ما حدث للثلاثة الذين خُلفوا، مقالة ثناء من كعب/
(فتلقَّاني الناس فوجًا فوجًا يهنئوني بالتوبة ويقولون: لِتَهْنِكَ توبة الله عليك!، حتى دخلت المسجد، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد حوله الناس.. فقام إليّ «طلحة بن عبيد الله» يُهَرول حتى صافحني وهنأني، والله ما قام رجل من المهاجرين غيره..
قال: فكان كعب لا ينساها لطلحة..).
وهكذا نجدنا (أحايين) مكبّلين بعواطف المحبين، أُسارى في قفص روافهم، ما لا نكاد نماري مما نتلقاه منهم أننا نستطيع أن نبادلهم ما يستحقوا حتى لو على رؤوس الأشهاد، و لا عزاء-عندئذ-.. للحساد!
** **
- الرياض