ما يجري اليوم في مجتمعاتنا العربية وربما حول العالم أننا بتنا نستخدم هذه التطبيقات المتعددة في استعمالات مؤذية على جميع الأصعدة وأصبحنا منغمسين بآفات هذه التطبيقات أكثر مما نعتقد، ونستعمل عادة طرقاً غير مباشرة للتعبير عن مشاعرنا وما نكنه للآخرين.
إن هذه الاستعمالات المؤذية اجتماعياً قد زادت مصيبتنا في أنفسنا أي زادت مشاكلنا الاجتماعية بدءاً من العائلة وحتى تمتد لتصبح عشائرية أو طائفية، كثيرة جداً، أصبحت نهجاً لدى الأغلبية من الناس، وتجاوزت حدود الأدب، واحترام خصوصية الناس، وإن صاحب هذا المحتوى غالباً لا يراعي الضوابط الأخلاقية والشرعية، ويهدف إلى نشر المحتوى لاكتساب الشهرة والأموال، وهو يعوّل على السذاجة وأيضًا المقلّدين لهذا البوست والذين لا يفكرون بأنهم مشتركون أيضاً في الخطأ الأخلاقي والإثم وما يسببونه من أذى للناس وهم يظهرون بالفيديو أو الصورة البريئة وربما الجهل والعفوية وهي (منقولة بسذاجة)، ولكنها أكثر استعمالاً حتى إن كبار القوم يستعملونها لإطلاق وعودهم الكاذبة وكسب الناس، ونشر المحتوى الفاحش والجنسي في المجتمعات العربية وغيرها بهدف انحدار الأخلاقيات بشكل عام، ما يؤدي إلى مكاسب مادية وسياسية كبيرة جداً لصناعها، وناشري هذه البوستات هم صنفان إما يعملون لصالح الجهات التي تود إلحاق الضرر بالمجتمعات المستهدفة، أو أفراد من المجتمعات المستهدفة نفسها دفعتهم حماقتهم لتقليد الناشرين الأصليين من دون تفكير بحثاً عن التميز والجرأة أو لمجرد تقليد الغرب (التقليد الأعمى)، ونقول إن الخلل ليس في تطبيقات التواصل الاجتماعي نفسها وإنما الخلل يكمن في طريقة استخدامها، حتى باتت تتحكم بنا أكثر ما نتحكم بها.
عزيزي تذكر أن هذا المحتوى هو الإرث الذي تتركه بعد رحيلك، ويجب أن تترك علمًا ينتفع به ويصبح صدقة جارية.
الجدير بالذكر أن هناك العديد من الفوائد والمكاسب النظيفة قدمتها هذه التكنولوجيا سواء على صعيد تعزيز العلاقات العائلية والتواصل مع الأقرباء والأصدقاء المغتربين أو في مجال الأعمال والتجارة.
وفي الختام {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي}، «اللَّهم أرني الحق حقاً وارزقني اتباعه وأرني الباطل باطلاً وارزقني اجتنابه».