إبراهيم الدهيش
- لم يكن أشد المتفائلين من الأمة الهلالية يتوقع عودة الهلال بهذا العنفوان فضلاً أن يعتلي قمة ترتيب دوري محمد بن سلمان للمحترفين خاصة وقد وصل الفارق النقطي مع الاتحاد إلى ما يزيد على خمس عشرة نقطة لكنه وبشكل استثنائي حقق إنجازاً فيما يشبه الإعجاز واعتلى قمة هرم الدوري وتصدر بأفضلية المواجهات المباشرة رغم الإجهاد والإصابات والإيقافات!
- ولم تأت هذه الصدارة بخبطة حظ ولا بسبب تواضع المنافسين لكن رد الفعل الإيجابي - الذي اعتبره شخصياً أحد أهم أسباب تلك العودة - على كافة المستويات سواء الإدارية أو الفنية أو العناصرية وحتى الجماهيرية بعد خسارة نهائي الكأس كان له أبلغ الأثر وبشكل مباشر لكن يظل أمر حسم بطولة الدوري معلقاً وإن كان الأقرب لها على اعتبار أن الأمور الآن بيده لا بيد المنافس وخيوط اللعبة ( بأقدام) نجومه وفوزه على الفتح والفيصلي يعني محافظته على لقبه بغض النظر عن نتائج الاتحاد أياً كانت.
- وباختصار شديد أستطيع إيجاز خسارة الاتحاد لصدارته لاعتماد مدربه على التحفيز المعنوي والتهيئة النفسية دونما هوية ومنهجية فنية واضحة للفريق وإعلام محسوب عليه اعتبر حصوله على البطولة مسألة وقت وجماهير احتفلت بالبطولة منذ الجولة السادسة والعشرين إلا أنه لا يزال في دائرة المنافسة وفوزه بلقاءيه القادمين أمام الاتفاق والباطن وتعثر الهلال يعني حصوله على بطولة الدوري.
- ويظل الأكيد أن الجولتين المتبقيتين حبليان بالمفاجآت والمتغيّرات وعلى ضوء نتيجتيهما سيتحدد من هو المستفيد ومن هو الخاسر وبالتالي من هو البطل ومن هو الوصيف، فالهلال سيلعب مع الفتح المطمئن إلى حد كبير على وضعه في سلم الترتيب وهذا ما يجعله يلعب بأريحية دونما ضغوط ومع الفيصلي الذي يعيش وضعاً متأزماً ويصارع شبح الهبوط، أما الاتحاد فسيقابل الاتفاق الذي يعيش هاجس الهبوط ويسعى للهروب، وأمام الباطن الذي يسعى لأن يترك بصمة (تاريخية) قبل الوداع!
- وتتناثر الأسئلة هنا وهناك: هل يحافظ الهلال على لقبه لثالث مرة في تاريخه وبالتالي يمتلك كأس المسابقة؟ أم يجيّرها الاتحاد لمصلحته ويكسر عناد سنوات مضت؟ فيا ترى لمن تتجه البوصلة؟
تلميحات
- على الهلاليين ألا ينخدعوا بترشيحات (التخدير) وألا يفرطوا في التفاؤل وعلى جماهيره أن تثق به وتدعمه فالكره ليس لها أمان لا كبير فيها ولا صغير وعلى الاتحاديين أن يستوعبوا أن الخلل فني بالدرجة الأولى اتضح أكثر بهبوط مستويات بعض نجومه!
- وتوقف الدوري فرصة لالتقاط الأنفاس وتعديل ما يمكن تعديله وبالتالي أعتقد أنه سيتغير الكثير في خارطة سلم الترتيب بعد استئنافه.
- والروح والتركيز الذهني والتحضير النفسي مع الجاهزية الفنية والبدنية عوامل سيكون لها تأثيرها المباشر في الجولتين المتبقيتين.
-الرسائل (الخنفشارية) والخطط (التهريجية) تتناسب تماماً مع وضع فريقك المفضّل الذي أنهى موسمه ما بين القضايا والبيانات ولهذا فهو أولى بها!
- لا أحد يلعب من أجل أحد وصائد الكبار وفارس الشمال لعب من أجل تاريخه وجماهيره ومصلحته!
- وفي النهاية.. تظل مباريات الهروب من شبح الهبوط أو الوصول إلى مناطق الدفء (باب رزق) لمحترفي هذه الفرق! واللَّهم لا حسد! وسلامتكم.