علي الخزيم
نظام طهران كلما وجد نفسه محشوراً بإحدى الزوايا دبلوماسياً أو اقتصادياً أو تغشاه الرُّعب من ثورة الشعب الإيراني المُطالِب بحقوقه بثرواته التي يُبددها النظام سَفَهاً بغير وجه حق بسبيل أحلام وخيالات سلطوية عفا عليها الزمن؛ يلجأ لابتكار ما يُشغِل به مواطنيه والمنطقة، ويبتعد به ولو لفترة من الزمن عن ضائقته وورطاته نتيجة سلوكه المُعوَج، ومن ذلكم ما أطلقه مؤخراً من دعاوى بناء الأضرحة على قبور أهل البيت بالمشاعر المقدسة بالمملكة، ومع انه ادعاء باطل إلَّا أن المتأمل بأوضاع زعماء عصابة السلطة الصفوية بطهران يجدهم لا يَمُتُّون لأهل البيت أصلاً فهم من شذاذ الآفاق جَلَبَهم الاستعمار المُغْرض، وكان الأحرى بهم إن كانوا صادقين أن يمسحوا ما يشاع بأنهم لم يتركوا بِسجلِّهم ولو لمرة واحدة حَجَّة أو عُمرة أو زيارة للحرمين الشريفين بمكة والمدينة! فأهل البيت أو آل البيت مُصطلح إسلامي يُشير إلى قرابة وأهل النبي صلى الله عليه وسلم، أو (العِتْرة النبوية)، ونهجهم تطبيق شرع الله سبحانه وليس منه تكفير أزواجه وأصحابه الأطهار، أو تدنيس المقدسات، وبناء الأضرحة القبورية الشّركية.
وبهذا فالواضح أن مثل هذه الدعاوى لا يراد منها سوى تشتيت المسلمين والتشكيك بدينهم وإضعاف العقيدة الإسلامية السمحة، ومِمَّن؟! مِمَّن يزعمون أنهم آل البيت الأطهار، وهذه حلقات ضمن سلاسل مُرتَّبة لإضعاف الإسلام وأهله، ومنها على سبيل المثال: الإعلان مؤخراً عن اعتقال أحد زعماء تنظيمات الميليشيا المُصنَّفة بالإرهابية بالمنطقة الذي يزعم هو وأبواق تنظيمه بأنه من آل البيت هاشمي قرشي، ثم يتضح أن اسمه ورسمه وأصوله الحقيقية لا تمت للعرب ولغتهم بأي صلة من حيث اللسان والدم والنسب، فما هي إلَّا حلقة ضمن سلسلة الافتراءات المُرتَّبة المدروسة للأغراض والأهداف المشبوهة المشار إليها آنفاً، أيضاً تجد (ببعض) المسلسلات التاريخية العربية الإسلامية آثار التَّدخل الصَّفوي الطائفي المَقِيت لصرف النصوص أو تحريفها وافتعال مواقف لم تحدث بتاريخ العرب؛ أو يتم تفسيرها وتحويرها بمجريات الحوار عن مقاصدها لتكون تشويهاً لماضٍ أو حقبة عربية، ولترسيخ مفاهيم مُفتعلة مزعومة بإطار التزييف المُنحرف عن الحق والصواب، وفي مسلسل تاريخي عبثت به أصابع إيرانية؛ يحكي جزءًا من تجاذبات سياسية عسكرية بين ما عُرف بملوك الطوائف العرب بالأندلس كان الحوار ساخناً بين بعض أولئك الأمراء وكان بينهم أمير أصله من (نجد) بجزيرة العرب يقال له (ابن أبي الجوشن) يزعم الصفويون المُتشددون الآن أن أحد أسلافه وربما كان جده السادس شارك بمقتل الحسين (على حد قولهم)؛ ولأجل ذلك تجد كاتب حوار المسلسل قد عَمِد (أو أُجبِر) على تشويه صورة عرب الجزيرة العربية حين يكون الخطاب موجهاً لذلك الأمير العربي بالمسلسل؛ ووصفهم بأقذع الأوصاف وأحط الخصال، ذلكم أن الصفويين يستغلون كل ما له صلة بمزاعمهم حول الحسين رضي الله عنه لتشويه صورة العرب والحط من قدرهم.
ولمن يستهدف مملكتنا الحبيبة فالقول الصائب هو: أن المولى قد وهبنا قيادة حكيمة مُخلصة يَسْندها شعب وفيٌ؛ ونمضي برؤية واثقة، ولسنا بحاجة لهرطقات المَوتُورين والمنحرفين، تباً لهم وما يأفكون.