منال الحصيني
جميلة هي صفة الإصرار حينما نريد دفع ما نأمله واقع نعيشه، كما ترسمه عقولنا فهي سمة بشرية لا يجيدها المتخاذلون فأنا أُومن أن لكل مجتهد نصيبًا، شرط ألا تُسلب منا شيء من لذة الحياة.
فالوصول للمبتغى في عالمنا المادي أمر معقول إذا ما تماشى وفق نواميس هذا الكون، فما عليك سوى العمل بإصرار.
لكن ماذا لو بات الأمر معاكسًا لذلك الإصرار؟
لا ضير حينها أن تأخذ استراحة محارب تستجمع فيها شتات قواك المتهالكه محاولاً «التخلي» عما تصبو إليه.
اعلم جيدًا ما يدور في ذهنك الآن فهل بعد هذا الجهد اتخلى عما أريد!
ليس كذلك ولكن حينما نتعلق بما نريد بشكل جنوني فنحن نصب جام تفكيرنا وآمالنا به فنعطي العقل إشارات إننا أقل مما نريده، حينها لا مجال له أن يبدع.
فقط تراجع قليلاً فكر بعمق واجعل من التوازن ولادة فكرة جديدة تقودك لما تريده، سيحدث ماكنت تأمله لأنك وفق ذبذبات هذا الأمر طاقيًا.
الكثير لا يأبه بنظريات علم الطاقة فالجدل حول صحتها بين مصدق ومكذب.
سأقرب الأمر إليك وفق فطرتك السوية.
نحن حينما نتوازن في أمر ما نكون قد طبقنا «فك التعلق» وبدأنا بالتراجع وهذا مايسمى بـ «التخلي» يقابله «اليقين» بتحقيق ما تريده لأننا حينها نمتلك القناعة للحصول عليه وكذلك الثقة بمسبب الأسباب، والأجمل حينما تصل الى «التجلي» وهو» عين اليقين».
سترى أهدافك جلية أمامك تتماشى بكل يسر وسهولة حينما أجدت التوازن بين نفسك وجسدك في معادلة منصفة أوقفت تعلق عقلك في أن مصادر الراحة والاستقرار لن تحدث إلا بحصول ما تريده.
اسمع واقرأ وطبق، فالحياة لاتعطي محتاجًا، خض تجربتك بهدوء وتوازن تعلم من خبرات الغير، فهذا الأمر يرفع من كفاءة التهيئة للمواقف، فالبيئة المحيطة بك في حالة مستمرة من التغيير والإنسان نفسه يدور في مثل تلك الحالة المتغيرة، لهذا فإن الحالة الذهنية قد تتعرض للارتباك في بعض المراحل نتيجة بعض الاضطرابات المؤقتة المفاجئة.
لكن سرعان ما يحاول الإنسان إعادة التوازن مرة أخرى إلى نفسه والبيئة من حوله، في محاولة منه للوصول إلى الاستقرار النفسي المطلوب لراحته.
حينها ستكون أتقنت فن (التخلي بكل ما فيه من تجلي).
فبعد عقد العزم لن تكون نسخة مكررة لتجربة مريرة استنزفت حواسك وكادت تدمرها.
فمرحبًا بك وعودًا حميدًا مستطابًا برجوعك لصوابك.
مهلاً..... لعلك أن تبث منهجك الجلي بين من حولك كي تنير جاهلاً وتهدي ضالاً فقد صوابه،،، فلعل مُبلّغًا أوعى من سامع.