عبدالعزيز بن سعود المتعب
مكانة الأم الكبيرة لا تخفى على أحد، كما جاء في مصادر التشريع الإسلامي، أما الشعراء على مرّ العصور فجسّدوا مكانتها من ذلك قول الشاعر الأمير سعود بن بندر - رحمه الله - مخاطبًا والدته الأميرة البندري بنت عبدالعزيز - رحمها الله:
يا ليتني بينك وبين المضرّه
من غزّة الشوكه إلى سكرة الموت
ويقول الشاعر أبو العلاء المعرّي:
العيشُ ماضٍ فَأَكرِم والِدَيكَ به
والأُمُّ أَولى بإكرامٍ وإِ حسانِ
ويقول الشاعر سعيد عقل:
أمّي يا ملاكي
يا حبّي الباقي إلى الأبدْ
ولا تزلْ يداك أرجوحتي ولا أزال ولدْ
يرنو إليَّ شهرٌ وينطوي ربيع
ويقول الشاعر حافظ إبراهيم:
الأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ الأُلى
شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِ
ويقول الشاعر معروف الرصافي:
ولَم أر للخلائق من محلٍّ
يُهذِّبها كحِضنِ الأمهاتِ
فحضْنُ الأمِّ مدرسةُُ تسامتْ
بتربيةِ البنين أو البناتِ
ويقول الشاعر فاروق جويدة:
يبدو أمامي وجه أمِّي كلَّما
اشتدَّت رياحُ الحزنِ وارتعدَ الجبينْ
ما ذكرتها أعلاه نماذج - على سبيل المثال لا الحصر- تداعت في مخيلتي من محفوظاتي متزامنة مع مشاعري تجاه والدتي المريضة، سائلاً الله جلّت قدرته أن يشفيها وسائر مرضى المسلمين إنه على كل شيء قدير.
* * *
وقفة من قصيدة في والدتي - شفاها الله:
صاحبي لو حَسبت إنِّي مع الناس داله
ما تصوّرت هَمٍّ لاجِيٍ بالحَنَايا
جاء سؤالك ولكن الجواب فمجاله
ما يخص أي مخلوق بحياتي سوايا
بعض ما أخفيه عند الله طبّه لحَالِه
عادتي ما أعرض همومي لكل البَرَايا
الله الشافي المُعَافِي جَلَّ جَلاَله
خالق الخَلق وبيده الشفاء والمنايا
من توكّل على ربّه تَحَقّق مَنَالِه
ما يخيب الذي يَدعِي جزيل العَطَايا
أرجي الله لحاله ما أرجي أحدٍ بداله
يشفي من كلِّي لماطا قدمها فدايا
جعل يومي قبل ما تحين لحظة زواله
أمي الغاليه الِّلي شفاها دوايا