«الجزيرة» - المغرب - مراكش:
اختتم منتدى الفكر والثقافة (تحالف مراكز الفكر والثقافة العربية) اجتماعات نسخته العاشرة في مدينة مراكش المغربية باستضافة من المعهد الملكي للدراسات الإستراتيجية، وضم برنامج الاجتماعات ثلاث جلسات تحت عنوان: (العالم العربي أمام التحديات العالمية الجديدة).
وافتتح المنتدى بكلمة للأستاذ محمد توفيق ملين مدير عام المعهد الملكي المغربي بوصفه الجهة المستضيفة، وكلمة أخرى للدكتور جمال السويدي رئيس مجلس أمناء تحالف مركز الفكر والثقافة العربية، وكلمة ثالثة للدكتور الشيخ خالد آل خليفة نائب رئيس مجلس الأمناء في التحالف.
كان عنوان الجلسة الأولى (ظرف جيو-سياسي جديد) وتركز الحديث على آثار التوترات الدولية على استقرار العالم العربي، وكيف يمكن للدول العربية تكييف علاقاتها مع القوى العظمى في ظل مناخ استقطابي أكثر فأكثر، وكذلك الاستعداد لمواجهة المخاطر الجديدة، خاصة منها الإلكترونية السيبرانية في ظل الرقمية المتسارعة؟.
فيما كان عنوان الجلسة الثانية (آفاق جيو- اقتصادية جديدة) وجاءت محاور هذه الجلسة حول انتظام السلاسل الدولية للقيمة في المستقبل، أي نقل الإنتاج الصناعي إلى الخارج، بمعنى إعادة توظيفه، وتقوقع العالم العربي في إطار إعادة التشكيل هذه، وكذلك الانتقال الإيكولوجي في صلب الرؤية الاقتصاية لعالم ما بعد كوفيد19، وهل هي حملة جديدة من التبييض الأخضر أم هي مبادرة جادة، وما هي رهاناته بالنسبة للدول العربية؟ وكيف يمكن للمنطقة العربية أن تحقق سيادتها الاستراتيجية في مجالات الغذاء والصحة والصناعة والطاقة.
وكان عنوان الجلسة الثالثة (المواطن في صلب الحكامة) وتركزت محاورها على إمكانية تحويل الأزمات إلى فرص لإتلاف المجتمعات العربية حول رهانات مشتركة، وكيف يمكن تعبئة جميع مكونات المجتمعات العربية، وعن تشكيلات جديدة لكيان الدولة في ظل عالم ما بعد جائحة كوفيد 19، وأية سياسات يمكن بلورتها لتلبية الطموحات المتنامية للمواطنين العرب، وخاصة الصحة والتربية والعمل، والحماية من الاضطرابات الجيو-اقتصادية للعالم.
شارك في الجلسة الأولى د.حسين المجالي عضو مجلس الأعيان بالأردن، ود.عبدالحق عزوزي مفكر وأكاديمي مغربي، والأستاذ أسامة هيكل وزير الإعلام المصري سابقاً، وأدارت الجلسة الأستاذة جميلة سلمان النائب الثاني لرئيس مجلس الشورى في مملكة البحرين.
أما الجلسة الثانية فقد شارك فيها كل من د.ماما إحميميدة باحثة وأكاديمية من المغرب، د.عبدالله مقسط أمين الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيير المناخ في منظمة الأمم المتحدة، الأستاذ سامي النصف وزير الإعلام الأسبق في الكويت، وأدار الجلسة د.محمد أبوحمور أمين عام منتدى الفكر العربي بالأردن.
فيما شارك في الجلسة الثالثة السفير محمد العرابي رئيس العلاقات الخارجية بمجلس النواب في مصر، والدكتور عبدالحميد الأنصاري أستاذ السياسات الشرعية في دولة قطر، والسفير رياض ياسين عبدالله سفير اليمن في باريس، والأستاذ محمد الحمادي كاتب وإعلامي من الإمارات العربية المتحدة، وأدار الجلسة الأستاذ خالد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة رئيس هيئة الصحفيين السعوديين واتحاد الصحافة الخليجية.
وفي ختام اجتماعات المنتدى صدر بيان مشترك أشار -في بعض ما أشار إليه- إلى الشكر والتقدير لجلالة العاهل المغربي على ما لقيه المجتمعون من اهتمام ورعاية من المغرب الشقيق، وتقديرهم لكريم الضيافة والتميز في التنظيم من قبل المعهد الملكي للدراسات الإستراتيجية في المغرب، وخص البيان السيد محمد توفيق ملين مدير المعهد ومعاونيه على حسن الترتيب والحفاوة التي قوبل بها المشاركون، وضمن التوصيات أوصى المجتمعون في بيانهم بتطوير استراتيجيات جديدة في الدول العربية تتلاءم مع التحديات الأمنية المستجدة في العصر الرقمي بما يحمله من تغيرات في حسابات القوى، وزيادة التركيز على الأمن السيبراني باعتباره مرتبطاً بقضية التنمية الاقتصادية والاجتماعية والاستقرار السياسي، وتعزيز قدرات العالم العربي على إنتاج أسلحة السيبراني تمكنه من تحقيق أهدافه في الفضاء الافتراضي - السيبراني، ودعوة الدول العربية إلى تبني مقارنة جديدة للتصدي للتهديدات الأمنية، وتعزيز التعاون الإقليمي على أساس مبدأ المصير المشترك، مع الحفاظ على الثوابت، وأسس الوحدة التراثية لكل بلد عربي، وتفعيل التكامل الاقتصادي بين الدول العربية، وإيجاد برامج اقتصادية مشتركة من أجل بناء اكتفاء ذاتي عربي في الأمن الغذائي، وإنتاج الأدوية واللقاحات، والعمل على التطور العلمي والصناعي والتكنولوجي، ورسم إستراتيجية تعليمية - تربوية عربية، ووضع خارطة طريق عربية متكاملة للبحث العلمي - التكنولوجي متناسقة مع أهداف الاستراتيجية التعليمية التربوية الثقافية.