رمضان جريدي العنزي
لست سوداوياً، ولا أحب التشاؤم، وأكره التطير، وأمقت الرمادية، لكن يبدو بأن الحرب العالمية بدأت تتبرعم حول العالم بشكل سريع ومخيف، وحتى الفيروسات الخطيرة والمغايرة أصبحت تتكاثر وتتنوع وتتشكل لتنتشر بين الناس وتملأ أرواحهم بالاكتئاب وتنسجها بالنكد، أن آلات وأسلحة الحرب والتقنيات الجديدة قد تغير المشهد العالمي بصورة لا مثيل لها ولا تخطر على عقل بشر، سيتم تخريب المؤسسات والبنى التحتية والمراكز المختلفة، ستنتشر الأوبئة والأمراض، وسيزداد الفقر والبؤس والتشرد والجوع والظمأ، ستعاني البشرية معاناة لا مثيل لها ولم تحدث في التاريخ مطلقاً، ستكبر المعاناة النفسية والصحية والاجتماعية والاقتصادية، وسيكون لها آثار سيئة وخطيرة على مستقبل الناس حول العالم، ستتأثر البيئة، وسيتأثر الحيوان، وسيتأثر النبات، وسيتغير المناخ، بفعل الأسلحة الكيمائية والجرثومية المتطورة والخبيثة والغازات السامة المتنوعة والصواريخ النووية العابرة للقارات، سيكون التأثير عميقاً، الحرب العالمية إن وقعت -لا سمح الله- ستكون أشد وقعاً وشراسة وتدميراً، وسيكبر الموت والخراب والفناء، وسيصبح العالم غير العالم، ستكون الخسائر تريلونية والمحصلة النهائية صفرا. إن مناخ التوتر العالمي الذي نراه واضحاً للعين لا يحمل في طياته ولا يهدف سوى القضاء على الناس، وتهديم وتخريب الحياة، وستصبح الحضارة والجمال والأناقة والتطور ورغد العيش في خبر كان، وستكون مجرد قصص يرويها الناجون المشوهون لأبنائهم وأحفادهم، سيصبح المشهد بقايا ناس، وبقايا أرض، كابوس بكل معنى الكلمة، وفيلم رعب حقيقي، سيتأصل الحزن والأسى في النفوس، ستكبر الأهوال والمصائب والكوارث، وستزداد رائحة الموت والبارود، ومشاهد الدماء، وأشلاء الجثث، وصور التشريد والرحيل المر، إن الإرادة المتزنة والحصيفة لقادة العالم الحكماء هي من تصنع مفاتيح السعادة، وتخلق مناخات الثقة والاستقرار، وهي التي تغلق أبواب العنف والصدام والتوتر، وهي التي تبقي شعاع الضوء يلوح بالأفق رغم التعقيدات الجارية، وبؤر الظلام، اللهم هيئ للعالم من يجنبهم الفتن ويقودهم للسلام، ومرافئ الاستقرار.