علي الخزيم
تذكرت هذا الشطر من بيت بقصيدة الحارث بن عُبَاد (قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ منِّي) أحد أبرز حكماء العرب وأصوبهم رأياً، شهد الأحداث الدامية عقب مقتل الملك العربي وائل بن ربيعة (كُلَيب)، و(كُلَيب) هو وائل بن ربيعة بن الحارث، أخو عَدي المُهلهِل وخال امرئ القيس الكندي، كان سيّدًا على البكريين والتّغلبيين، فهو ملك شهم وفارس همام وشاعر مُجِيد وملك من ملوك العرب الأفذاذ؛ مُحنَّك وذو رأي، امتلك من الصفات القيادية والقدرة على التدبير وإدارة شأن القبائل والرعيَّة ما أهَّله لأن يُسجِّله التاريخ كأعظم رجالات عصره، كان حازماً في تدبير الأمور وتنفيذ خططه الإصلاحية وتنظيم حياة الناس وتوفير مصادر عيشهم، ولم يسلم من نقد المُحيطين، مدحه أخوه عَدي المُهلهِل بقصائد جزلة مُتعددة كقوله:
(الحَزمُ وَالعَزمُ كانا مِن صَنيعَتِهِ
ما كُلَّ آلائِهِ يا قَومُ أُحصيها)
ولا غرابة أن يحوز هذا المجد فقد ورثه من والده البطل الشجاع ربيعة بن الحارث فأخذ عنه حكمته وحسن قيادته، هكذا هم العرب (إذا مَضَى سيدٌ قام سيد) ولنا أعظم مثال بحكام المملكة فقد توارثوا هذا المجد حتى رأينا من أثبت أن حداثة السّن لا تقف عائقاً أمام الفكر الإبداعي القيادي، حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده.
هذا التاريخ النقي الناصع لملوك وفرسان العرب وشعرائهم وقادة الرأي فيهم وما يُحيط العرب كافة من كريم الشمائل والمحامد والخصال جعل أقواماً كالفرس الحاقدين دوماً على العرب يعملون بكل جهد وبكل سبيل لتعكير هذا التاريخ وتشويه الصور الجميلة والسمعة الراقية التي نالها العرب بعلو هممهم وشموخ نفوسهم وأنَفَتِهم ومُجمل ما توارثوه من أسلافهم الأكارم، فقد عمل الصفويون تحديداً على ذلك بكل الطرق والسبل الممكنة قديماً، أمَّا حديثاً فكان الإنتاج الإعلامي بتنوعه ملعباً فسيحاً لهم للعبث بنصوص التاريخ العربي المجيد وتحويرها وتحويلها وتوجيهها اعتسافاً لخدمة أغراضهم الدنيئة، ويتضح جلياً أن جهات غربية أخذت تدعم هذا التوجه الصفوي لهدم الإسلام النقي الطاهر، ألم تسمع بأن رئيس دولة غربية قد تحدث مؤخراً عبر التلفزة أمام العالم بأنه قد وظَّف بروفيسوراً متمكناً للبحث فيما يُسمَّى (المهدي المنتظر) زاعماً بأنه اكتشف أنه لا يعرف كثيراً عن الإسلام وأراد معرفة المزيد! أهكذا؟ الآن تتعرف عليه، وبمن: بتُرَّهات عن مجهول مزعوم؟! فقد حَصْحَص الحق وانكشفت اللعبة، فالاستهداف واضح والعميل المُستخدم هو نظام طهران الصفوي الحاقد فليس أوقح منه لتنفيذ المخطط القذر.