نجلاء العتيبي
يَبدُو أنَّ دُوَل التَّحْريض واللُّجوء تعيش هَذِه الأيَّام حَالَة صَعبَة لََا مثيل لَهَا.. تلْميحات فتصْريحات.. عُودوا إِلى دِيارِكم؛ فقد اِنتهَت أدْواركم.. سَقطَت الورَقة الأخيرة، تَبخرَت اَلوُعود المزْعومة بِأمْنيات الأحْلام المدمِّرة ورغبَات الشَّيْطان المضلِّلة.. «سَرَاب بُقيْعَة يحْسبه الظَّمْآن ماء «.. اِنتهَت الازْدواجيَّة واللَّعب على وتر الحرِّيَّات وَحقُوق الإنْسان.. الأزْمة الاقْتصاديَّة العالميَّة أَظهَرت كُلَّ شَيْء.. جَائِحة كُورونَا، النِّفْط، حَرْب رُوسْيَا وأوكْرانْيَا، مُشْكِلة اَلْغاز، القمْح الرُّوسيُّ، اِخْتلَفتْ الإمْكانيَّات والْمطامع.. يَقُول المثل: « لَيْتهَا بِحمْلِهَا تَقُوم «.. تَحركَت تِلْك الدُّول بَعْد إِحْساسهَا بِفداحة مَا فَعلَت.. عِبْء لَا فَائِدة مِنْه.. تِجارة مِن وَرائِها خَسارَة.. اللُّجوء بِجميع مُسمَّياته وادِّعاءاته وَشخُوصه وأهْدافه لَا يَخدِم مصالحهم الآن.. لا حُكومَات تَبتَز، لَا أحد يَقبَل الظُّلْم والْمساومة بِاسْم اَلحُرية والْإنْسانيَّة والدِّيمقْراطيَّة... إِذَا لَا مَصْلَحة، ولَا وتر يُغنَّى عليْه، ولَا خِطابَات رَنَّانة تَتَحدَّث عن السَّلَام والأمان.
«(خطبة) محبة الوطن في الإسلام»
أحمد بن عبد الله الحزيمي
«إنَّ أَغلَى مَا يَملِكُ المَرءُ بعد دِينِهِ هُو الوَطَنُ، ومَا مِن إِنسانٍ إلاَّ وَيَعتَزُّ بوَطَنِهِ؛ لأنَّهُ مَهدُ صِباهُ ومَرتعُ طُفُولَتِهِ، ومَلجَأُ كُهُولَتِهِ، ومَنْبَعُ ذِكرَيَاتِهِ، ومَوطِنُ آبَائِهِ وأَجدَادِهِ، ومَأوَى أَبنَائِهِ وأَحفَادِهِ، وحُبُّ الأَوطَانِ غَريزَةٌ مُتَأَصِّلةٌ في النُّفُوسِ، تَجعَلُ الإِنسَانَ يَسترِيحُ إلى البَقَاءِ فَيهِ، ويَحِنُّ إِليهِ إذَا غَابَ عَنهُ، ويُدَافِعُ عَنهُ إذَا هُوجِمَ، ويَغضَبُ لَهُ إذَا انْتُقِصَ. حتَّى الحَيواناتُ لا تَرضَى بغَيرِ وَطنِهَا بَدِيلاً، ومِن أَجْلِهِ تُضَحِّي بكلِّ غَالٍ ونَفِيسٍ، والطُّيورُ تَعيشُ في عُشِّهَا في سَعادَةٍ ولا تَرضَى بغَيرِهِ ولَو كَانَ مِن حَريرٍ، والسَّمكُ يقَطَعُ آلافَ الأَميالِ مُتنقِّلاً عَبرَ البِحَارِ والمحِيطَاتِ ثُمَّ يَعودُ إِلى وَطَنِهِ، فإذَا كَانتْ هذِه سُنَّةُ اللهِ في المخلُوقَاتِ فَقدْ جَعَلَهَا اللهُ في فِطرَةِ الإِنسانِ، وإِلاَّ فمَا الذِي يَجعَلُ الإِنسَانَ الذِي يَعيِشُ في الْمَنَاطِقِ شَدِيدَةِ الحَرارَةِ، أو ذَلكَ الذي يَعِيشُ فِي القُطْبِ المتَجَمِّدِ الشَّمَالِيِّ تحتَ البَردِ القَارِسِ الدَّائمِ، أو ذَلكَ الذي يَعيِشُ في الغَاباتِ والأَدغَالِ يُعَانِي مِن مَخاطِرِ الحَياةِ كلَّ يَومٍ، مَا الذِي جَعلَهُم يَتحمَّلُونَ كلَّ ذَلكَ إلا حُبُّهُمْ لِوطَنِهِم ودِيَارِهِم!.
وإذَا كَانتْ مَحبَّةُ الأرضِ والوَطَنِ سُلُوكًا فطريًّا، فكيفَ تَكونُ المحبَّةُ وذَلكَ الوَلاءُ حِينَمَا يَكونُ ذَلكَ الوَطنُ المبَاركُ هُو مَهبَطُ الوَحيِ، ومَنبعُ الرَّسالَةِ؟ مِنهُ انطَلقَتِ الدَّعوَةُ المحمَّديَّةُ، وعَبْرَ بَوَّابَتِهِ دَخَلَ النَّاسُ في دِينِ اللهِ أفوَاجًا, كَيفَ إذَا كَانَ ذَلكُمُ الوَطنُ يَضُمُّ بينَ جَنباتِهِ البيتَ العتيقَ ومَسجِدَ الرَّسولِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ، ومَولِدَهُ ومَبعَثَهُ ومُهَاجَرَهُ، ومَمَاتَهُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ.
«ضَوْء»
على الدَّوَام أَظهَر المواطن السُّعوديُّ اِسْتشْعارًا كبيرًا لِلْمسْؤوليَّة، وَشكَّل مع قِيادَته وحكومته سدًّا منيعًا أَمَام الحاقدين والطَّامعين، وأفْشل بَعْد تَوفِيق اَللَّه، اَلكثِير مِن المخطَّطات اَلتِي تَستهْدِف الوطن فِي شَبابِه ومقدَّراته. «اَلمَلِك سَلْمان بْن عَبْد اَلعزِيز آل سُعُود حَفظَه اَللَّه.