رقية سليمان الهويريني
في كل فترة تصدر وزارة الموارد البشرية قراراً يقضي بقصر العمل في بعض المهن على سعوديين يتمتعون برواتب مجزية وبدل سكن ومواصلات وتأمين صحي، وتصل الرواتب لأكثر من خمسة آلاف ريال، وهذا الإنجاز الكبير يجير لوزارة الموارد البشرية التي ضيّقت الخناق على أطماع بعض رجال الأعمال من خلال برنامج نطاقات الذي يشترط وجود سعوديين للعمل لديها ليسمح للمنشأة باستقدام وافدين بنسب مختلفة، وهو ما فتح المجال واسعاً أمام الشباب السعودي الذي ما فتئ يدندن بموال البطالة المزعومة.
العجيب رغم كل هذه الإغراءات وعوامل الجذب المختلفة؛ لا زالت هناك فئة تردد (ما لقيت وظيفة)! لاسيما من لديه شهادة جامعية في تخصصات غير مرغوب فيها بسوق العمل فهو يمنّي نفسه بوظيفة حكومية ولو براتب ضئيل وحوافز بائسة!
والأمر مؤسف في ظل وجود ثمانية ملايين وافد يعملون بوظائف مختلفة ودخل مرتفع كالبيع في المحلات المكيّفة وخدمات العملاء وغيرها، مما لا تشترط أدنى مهارة، ناهيك عن تواضع الشهادة والاكتفاء بالقراءة والكتابة فقط.
إن إعادة الأسطوانة المشروخة لما يُسمى بالبطالة عند كل سانحة، باتت ممجوجة وغير مستساغة البتة، ومن المبكر الحديث حول هذا الأمر في بلد يشهد بناء وتنمية، ويعيش أغلب مواطنيه في بحبوحة من العيش ويفتح ذراعيه للوافدين! ولا بد من إنهاء الضغط على المسؤولين بضرورة إيجاد وظائف حكومية كشرط للعمل وما يترتب عليها من انتشار ظاهرة البطالة المقنّعة!
ولأن الحكومة تسرع الخطى نحو تخصيص الوظائف الحكومية وتحويلها للقطاع الخاص الذي أثبت جديته ومثابرته على العطاء بدلاً من التراخي والغياب وكثرة الاستئذان! فإن أمل الحصول على وظيفة حكومية تقليدية صار بعيداً، بل مستحيلاً!
ولعل الكثير لاحظ تذمر الموظفين من الخصخصة وإقرار نظام البصمة في الحضور والانصراف مما يشير لحالة الفوضى وعدم الالتزام في العمل الحكومي وهو ما سيكون من الماضي حين تتحول جميع القطاعات خلية نحل يكرم فيها المجتهد وينبذ المتراخي الهزيل.