أحمد المغلوث
يتمدد داخلنا مثل الشرايين والأوردة. يغذينا ويسري في عروقنا النابضة بحبه. كمياه تجري في كل مكان تحت أرضه الواسعة الأرض التي وحَّدها المؤسس -طيب الله ثراه- باجتهاده وفراسته وفروسيته. يجذبنا إليه وفاء وولاء لا حدود له. كم نحبه هذا الوطن الشامخ الذي يظلّلنا بأمنه واستقراره وخيراته الكثيرة التي لا تُعد ولا تُحد وكل مواطن، بل حتى كل مقيم يفخر ويعتز بوجوده في المملكة وحتى الذين عادوا إلى بلادهم بعد العمل في المملكة لعقود تجدهم يتذكّرونه بكل خير؛ أشقاء عرب أو أصدقاء أجانب جميعهم يحملون له أطيب الذكريات وبخاصة أولئك الذين وثَّقوا جوانب عدة من حياتهم في المملكة قبل عدة عقود راحوا ينشرون عبر صفحاتهم الخاصة في الإنترنت أو من خلال حساباتهم في وسائل التواصل المختلفة صور توثّق لحظات قيامهم بأداء شعيرة الحج والعمرة أو زياراتهم للأسواق أو المعالم التراثية أو التاريخية وبالتالي حظيت بعض المناطق بزخم كبير من التصوير والتوثيق كما حصل لبعض مدن المنطقة الغربية مكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة والأحساء كنوز من الصور استطاعت «دارة» الملك عبد العزيز الحصول عليها أو نسخ منها. ولا ننسى دور الرحالة والمستكشفين الذين زاروا المملكة قبل اكتشاف النفط وبعد اكتشافه وما أكثرهم، فمنذ القدم كانت المملكة جاذبة لعشاقها والمترددين عليها أكان ذلك خلال مواسم الحج والعمرة أو من خلال العمل أو التجارة، حيث تضاعف عدد الذين وثّقوا مشاهد من الحياة الاجتماعية والاقتصادية خلال الثلاثينات الميلادية مع قدوم فرق البحث عن النفط الذين صوّروا جوانب مما شاهدوه وعايشوه مع أبناء المدن التي ترددوا عليها.. وتطالعنا بين يوم وآخر تغريدات لصور التقطت لمشاهد هنا أو هناك باتت مشاهدة بصورة واسعة وذلك من خلال التغريد بها أو إعادتها من خلال التحويل عبر «الواتساب».. نخلص من هذا إلى أن الوطن كما هو يسكننا، فهو ما زال يسكن قلوب من عاش وعمل بالمملكة، فلا عجب بعد هذا أن تحظى زيارة سيدي ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لمصر والأردن وتركيا خلال الأسبوع الماضي باهتمام ومتابعة كبيرة وتغطيات موسعة تصدرت صدر الصفحات الأولى لصحف ومجلات الدول التي زارها سموه، بل إن الإعلام العالمي أعطى أهمية كبرى وتغطيات متعددة لهذه الزيارات، حيث أجريت مناقشات وحوارات وتحليلات وتأويلات في عشرات القنوات الخليجية والعربية والعالمية لهذه الجوة الميمونة والتي حملت الكثير من الأجندات والملفات إضافة إلى كونها تحمل الكثير من الدلالات والتصورات والتطلعات والتي يجب التحضير لها قبل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة، والجميل أن هذه الجولة المباركة لسيدي ولي العهد كانت موفقة كثيراً، حيث وثقت العلاقات السعودية المصرية والأردنية والتي شملتها جولته وأيضاً فتحت آفاقاً واسعة أمام تطوير العلاقات بيننا وبين الأصدقاء الأتراك. فها هي «شيلة» أنا السعودي فوق فوق تعزفها فرقة تركية تعبيراً عن الترحيب الكبير بقائد كبير. والحق أن معزوفة «الشيلة» عبَّرت عن أشياء كثيرة تريد أن تقولها تركيا لضيفها الكبير.. ولا يمكن أن ننسى كيف قام حبيبنا وولي عهدنا بتحية حرس الشرف التركي بتحية الإسلام «السلام عليكم»، فكان المشهد التي بات متداولاً في مختلف وسائل الإعلام في العالم يعبّر عن قائد عظيم.. وملهم.