ميسون أبو بكر
اليوم أنت تقول أنا من المملكة العربية السعودية فلا تجد صعوبة أن لا يعرف محدثك من أين جئت ومن هو وطنك! في السابق كنت تحاول شرح الخارطة الجغرافية أو رسم مكة والمدينة كرَّمهما الله واليوم يكفي أن تقول «Iam from Arabia Saudi».
المملكة اليوم على خارطة العالم السياسي والاقتصادي والرياضي وبفخر أقول الثقافي فلم تعد الثقافة تأتي في مرحلة لاحقة، بل توازي ما سبق وتعتبر علامة فارقة.
أطربني وقت كتابة المقال تداول المغردين الأجانب ومنهم Kelly Crow المراسلة في صحيفة وولستريت جورنال عن إعلان المملكة أن العلا ستصبح الوجهة الأولى للفن والثقافة حول العالم، وكثيرة هي القرارات التي تستوقف المراقبين اليوم والتي تترك أثرًا عميقًا لدلالاتها المختلفة في الغرب الذي تتجه اليوم ليس فقط اهتمام قادته، بل أفراده للحراك العظيم الذي يحدث في المملكة العربية السعودية.
بالأمس كانت عيون المسلمين تشرئب نحو المملكة وتهفو قلوبهم في موسم الحج خاصة واليوم آخرون يترقبون كل جديد فقد أدهشني مهندس فرنسي معروف يتحدث عن قرارات سمعها حول تقديم طلب الحج عبر الإنترنت والتسهيلات التي عملتها المملكة لحجاج أوروبا مما خفف الأعباء المادية الكبيرة التي كانت تفرضها حملات الحج الخارجية على الحجاج وهذه لها دلالات إنسانية تركت أثرها في نفوس الآخرين.
أنسنة الحياة أن صح التعبير بأطيافها وتوجهاتها وأنظمتها داخل إطار رؤية المملكة التي تعتبر اليوم نموذجًا حيًا وعالميًا جعل لها بعدًا آخر وصدى في نظر الآخرين، حيث كان يلزم سنوات طويلة لتغيير الصورة النمطية والخروج بمملكة المستقبل بعيدًا عمَّا علق طويلاً بمخيلة الآخر؛ وكم كانت شجاعة وليّ العهد ورباطة جأشه وتصميمه وهمته حين أخذ بيد الشباب لحياة تشبههم وتاقت أرواح آبائهم لها.
أيام مباركة نعيشها ونحن ننتظر يوم عرفة، موسم عظيم تحتضنه المملكة بحب ورعاية وتسخير كل الإمكانات لخدمة حجاج بيت الله الحرام، والمهندس الفرنسي ميشيل فيرنيه الذي أسهم في رسم أجمل مباني باريس وأخرى في مناطق متعددة يترقب القرارات الجديدة للحكومة السعودية ويتحدث عنها بدهشة ورضا ويتطلع هو الآخر لليوم المشهود الذي بوصلته مكة المكرمة ويعتبر الحدث المتفرد عالميا بهذا الحشد وبوقت واحد يؤدون المناسك ويوجدون في ذات المكان والزمان.
كل عام وأنتم بخير.. والمملكة محط أنظار العالم وإبهار الآخر.