أ.د.عثمان بن صالح العامر
الثلاثاء الماضي سقت الشكر في هذه الزاوية لرئيس جامعة حائل ومجلسها الموقر والكليات ذات الاختصاص بعد شكر الله تعالى ثم مقام القيادة الحكيمة ومن بعدها وزارة التعليم جراء إعلان سعادته عشية حفل التخرج هذا العام افتتاح الجامعة سبعة أقسام علمية تخصصية جديدة (الذكاء الاصطناعي، أمن المعلومات، علم البيانات، هندسة شبكات وأنظمة الاتصالات، التسويق، نظم المعلومات الجغرافية ) تمنح أبناء المنطقة وبناتها فرصة الحصول على وظائف نوعية متميزة يتطلبها سوق العمل الوطني والعربي والعالمي، وتتوافق مع معطيات ومحددات رؤية المملكة 2030.
واليوم أسوق من الشكر أجزله، ومن الثناء أعطره لسعادته والفريق العامل معه على ما يبذلون من جهد يسابقون به الزمن من أجل مستقبل طلاب وطالبات هذا الصرح العلمي المتميز، ومن ذلك مشروع (التحول من كليات مجتمع إلى كليات تطبيقية)، الذي يعد مشروعاً واعداً لتحقيق التنمية المستدامة وفق رؤية المملكة 2030 ، وهو في الأساس جاء تطبيقاً عملياً وتنفيذاً ميدانياً لما صدر من مقام وزارة التعليم ممثلة بمجلس شؤون الجامعات في اجتماعه الرابع رقم 4/ 91442 ، بتاريخ 14/ 9/ 1442هـ، حيث تم في هذا الاجتماع اعتماد الخطة التنفيذية، وتفصيل هذا المشروع النوعي الرائد، الذي يعد الطريق الأمثل أمام طلبة كليات المجتمع لاكتساب المعارف المهنية المتعددة، وفقاً لمعايير ومؤشرات قياس تراعي جودة بيئة التعلم، وتتوافق ومتطلبات سوق العمل.
إن مشروع التحول النوعي هذا يهدف في الأساس الانتقال إلى نوع آخر من التعليم يسمى (التعليم التطبيقي) وهو تعليم قائم على الممارسة التدريبية التطبيقية، وتنمية المهارات الذاتية لدى الطالب في مجالات متنوعة من المعارف المهنية، وذلك من أجل تهيئة الفرص المتعددة للطلبة لتطوير مهاراتهم وفقاً لقدراتهم وإمكانياتهم المختلفة عبر البرامج التدريبية من أجل الحصول على الشهادات المهنية الدولية، كما أن مشروع التحول إلى الكليات التطبيقية من مؤشرات القياس لجودة الأداء التعليمي في تحقيق شراكات مع المجتمع المحلي (القطاع الخاص والعام) من أجل تهيئة الخريج لمزاولة المهن المختلفة في سوق العمل، والربط الفعلي بين المجتمع الأكاديمي وقطاعات التنمية المستدامة الثلاثة (الحكومي والخاص والأهلي).
لقد قامت الكلية التطبيقية بجامعة حائل - كما يذكر لي سعادة عميدها الصديق العزيز، والأستاذ القدير، والإداري الناجح أ.د: بنيان بن باني الرشيدي - خلال وقت وجيز وفي زمن قياسي بإعداد حزمة من البرامج التطبيقية المجانية والمدفوعة، وذلك وفقاً لمؤشرات جودة الأداء التي رسمتها الخطة التنفيذية لبرنامج التحول للكليات التطبيقية، وهذا كله لم يكن ليتم لولا توفيق الله عز وجل ثم دعم وتوجيه، ومتابعة وتحفيز سعادة رئيس الجامعة أ.د. راشد بن مسلط الشريف، الذي أبان في مناسبات عدة عن أن الكلية التطبيقية في الجامعة تتطلع إلى تحقيق أهداف التحول من خلال طرح التخصصات الجديدة في مجال التعليم التطبيقي أمثال (الهندسة الزراعية، وتقنية هندسة الإلكترونيات، وتقنية المعلومات، والمحاسبة، وإدارة المستودعات، وسلاسل الإمداد، وتقنية هندسة الشبكات، والتسويق الإلكتروني) وفي ذات الوقت تسعى الكلية إلى تأهيل الطلبة عبر جودة البيئة التعليمية، للحصول على الشهادات الاحترافية الدولية.
ومن أجل الوصول بهذا المشروع لأقصى درجات التميز والتنافسية الوظيفية أبرمت الجامعة خلال العام الجامعي المنصرم اثنتي عشرة اتفاقيةً محليةً وإقليميةً مع القطاع العام والخاص. ولأننا هذه الأيام في (فترة التخصيص) فإنني أهيب بأبنائنا الطلاب الاطلاع على مضامين هذه التخصصات التطبيقية، والتعرف عليها من خلال موقع الجامعة، أو ما هو مكتوب من قبل أهل الاختصاص، أو استشارة (أهل الذكر) أصحاب هذا الفن من العلوم، ثم الاستخارة، وبعدها العزم والتوكل، وفق الله الجميع للعلم النافع والوظيفة المناسبة، وإلى لقاء، والسلام.