سهوب بغدادي
فيما صدر أمر ملكي كريم مؤخرًا، يقتضي الموافقة على تخصيص دعم مالي بمبلغ يوازي 20 مليار ريال لمواجهة تداعيات ارتفاع الأسعار عالميًّا، منها 10.4 مليار ريال تحويلات نقدية مباشرة لدعم مستفيدي الضمان الاجتماعي، وبرنامج حساب المواطن، وبرنامج دعم صغار مُربي الماشية، فضلاً عن الدعم في نطاق المخزونات الاستراتيجية للمواد الأساسية. وفي ذلك الأمر يتجلى حرص خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - على أحوال المواطنين عقب تداعيات الجائحة العالمية المتمثلة بتفشي فيروس كورونا، والآثار المترتبة على ارتفاع الأسعار العالمية بشكل متواتر، علاوة على اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وفرض حزمة من العقوبات على روسيا نتيجة لذلك؛ مما يساهم حاضرًا ومستقبلاً في تأثر روسيا والدول المحيطة بها، التي تربطها بها تعاملات تجارية، بهذه العقوبات بشكل مباشر وغير مباشر تباعًا؛ وتقف كل دولة على الحلول لمواجهة هذه التداعيات، وتعاني دول أخرى عديدة من جراء الأحداث والنكبات التي خيمت على العالم خلال العامين الماضيين، وفي الوقت ذاته نجد المملكة -ولله الحمد- تعمل بوتيرة واثقة نحو مستقبل مزدهر، سواء من خلال القرارات التي تتماشى مع الأوضاع، أو بإطلاق مشاريع جديدة، والعمل على تفعيل ملف السياحة الذي يعزز اقتصاد الدولة، ويساعد في عملية تحقيق الاستقرار؛ إذ إن أفضل حل لمواجهة التضخم هو عبر «زيادة الإنتاج وتقليل الإنفاق» وفقًا للدكتور مصطفى محمود، بمعنى التوجه إلى المشاريع والابتكار والاختراع بما يتوافق مع متطلبات العصر ونطاقاته كالبيئة وتقليل الانبعاثات، بما يحقق المستهدفات العالمية في المواطن وصحة الإنسان، التي اتضحت أهميتها ومدى تأثيرها علينا جميعًا خلال الجائحة؛ إذ أعلن سمو ولي العهد محمد بن سلمان - حفظه الله - منذ فترة قريبة الأولويات الوطنية للبحث في المملكة العربية السعودية خلال العقدين المقبلين، التي تستند إلى أربع أولويات رئيسة، هي: صحة الإنسان، واستدامة البيئة والاحتياجات الأساسية، والريادة في الطاقة والصناعة، واقتصاديات المستقبل. كما يتضح الوعي الفردي بالتداعيات الاقتصادية والتحديات في سبيل مواجهة التضخم من خلال انتشار ثقافة الادخار الذكي غير التقليدي في الأصول والمشاريع والأسهم والعملات الرقمية والذهب وما إلى ذلك. وبلا شك إن وضع قوانين خاصة بدعم أسعار السلع الأساسية على الأقل، وفرض عقوبات صارمة على المخالفين، سيسام في تقليل وطأة الأزمة الاقتصادية على المستهلك.
ختامًا، ومن خلال كل ما سبق من الأعمال والقرارات والوعي، نعلم أننا -بإذن الله- سننتقل إلى مرحلة الازدهار في شتى الأصعدة.