الحج ورشة دائمة للقائمين عليه، لا تقتصر على المواسم كما يظن المرء للوهلة الأولى، ولا تقف عند الأيام المعدودات لأداء الفريضة، في التفاصيل تخطيط يقظ على مدار العام، وحزم وعزم على توفير كافة التسهيلات لتمكين زوار بيت الله الحرام من إنهاء طقوسهم بيسر وتدارك المنغصات قبل حدوثها.
كان إتمام الشعائر دون مضاعفات لوباء كورونا الأولوية في توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان التي ترجمت إلى إجراءات لمسها الحجاج دون مشقة في التدقيق.
لاحظ زوار البيت العتيق أيضاً إجراءات التفويج الآمن عبر مسارات مخصصة، نقلهم وإسكانهم وإطعامهم مع تفادي التكدس في الغرف ووسائل النقل، استخدام التقنيات الحديثة في المناسك من خلال بطاقة الحج الذكية، تحديد أعداد الحجاج في الخيم المطورة وغير المطورة، تهيئة المرافق الصحية بقدرة تشغيلية عالية، توزيع المراكز الصحية ضمن نطاق المنطقة، وإقرار خطة عمل الوقاية في المنافذ.
وللنقل قصة أخرى خلال موسم الحج الحالي، لمس الزوار خلال تأدية الطقوس تنوعاً في وسائله، سهولة استخدامها، دقة مواعيدها، حرص على توفير سبل الراحة والأمان فيها.
ومن اللافت للنظر، تكثيف القائمين على الحج، الأنشطة التوعويّة لتوضيح الإرشادات المتعلقة بالاستخدامات الشخصية والسلوكيات العامة للحاج خلال رحلته لأداء المناسك.
وسبق توجه الحجاج إلى الديار المقدسة إجراء القائمين على الحج لقاءات مع المؤسسات الأهلية المعنية بتقديم الخدمات والتنسيق مع شركة الطوافة لتنفيذ كافة الملاحظات وتلافي الوقوع في الأخطاء ورفع درجات الجهوزية إلى حدودها القصوى لإتمام المهام على أكمل وجه.
أظهرت سلاسة أداء فريضة الحج هذا العام إحاطة القائمين على التنظيم بالتفاصيل وإصرارهم على النجاح في مواجهة تحديات الوباء الذي فرض ظروفاً استثنائية، وحجم الجهود السخيّة والمباركة التي بذلتها الدولة لضمان سلامة الحجاج وتوفير أعلى درجات الراحة والأمان لجميع قاصدي الحرمين الشريفين دون أي استثناء أو تمييز.
نجاح آخر للإدارة السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين وولي العهد، تم تحقيقه خلال موسم الحج الاستثنائي، ليضاف إلى إنجازات على مرمى البصر، تراكمها سلالة الخير يومياً دون كلل أو ملل لخير العرب والمسلمين.
** **
فيصل الحمود المالك الصباح - المستشار في الديوان الأميري