عبدالمطلوب مبارك البدراني
جعل الله للمسلمين عيدين في العام، عيد الفطر الذي يأتي بعد شهر رمضان المبارك شهر الصيام والقيام، والعيد الآخر هو عيد الأضحى الذي يوافق 10 من ذي الحجة بعد انتهاء وقفة يوم عرفة، الموقف الذي يقف فيه حجاج بيت الله الحرام لتأدية أهم مناسك الحج، وينتهي يوم الثالث عشر من ذي الحجة قال تعالى -: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}، وقال جلّ وعلا {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ}. وقال - صلى الله عليه وسلم -: (إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ) (رواه أبو داود، وصححه الألباني)، ويوم القر هو اليوم الحادي عشر, أي: اليوم الأول من أيام التشريق، ويعتبر هذا العيد أيضاً ذكرى لقصة النبي إبراهيم الخليل عليه السلام، عندما أراد التضحية بابنه إسماعيل تلبية لأمر الله عزّ وجل، لذلك يقوم العديد من المسلمين بالتقرّب إلى الله في هذا اليوم بالتضحية بأحد الأنعام (من الغنم أو البقر أو الإبل)، وتوزيع لحم الأضحية على الأقارب والفقراء وأهل بيته، ومن هنا جاء اسمه عيد الأضحى. ومدته شرعاً أربعة أيام على عكس عيد الفطر الذي مدته يوم واحد. روى أبو داود والترمذي في سننه أنّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قَدِمَ المدينةَ ولَهُمْ يومَانِ يلعبُونَ فيهِمَا» فقال رسول الله: قدْ أبدلَكم اللهُ تعالَى بِهِمَا خيرًا مِنْهُمَا يومَ الفطرِ ويومَ الأَضْحَى»، وأيضاً روى الترمذي في سننه «أنّ رسول الله قال: «يومُ عرفةَ ويومُ النحرِ وأيامُ التشريقِ عيدنا أهلَ الإسلامِ، وهي أيامُ أكلٍ وشربٍ». فمن هذا الحديث يستنتج أنّ العيد يومان يوم للفطر ويوم للأضحى، لكن يلحق بالأضحى أيام التشريق الثلاثة، فيصبح مدته أربعة أيام، ولهذا فإن جمهور العلماء يمنعون صيام هذه الأيام تطوعاً أو قضاء أو نذراً، ويرون بطلان الصوم لو وقع في هذه الأيام.. قد اعتاد المسلمون تحية بعضهم البعض فور انتهائهم من أداء صلاة العيد، حيث يقوم كل مسلم بمصافحة المسلم قائلاً «تقبل الله منا ومنك» و»كل عام وأنتم بخير». واعتادوا على زيارة أقاربهم ومعايدتهم، فزوروا أقاربكم في هذا العيد السعيد، وبروا والديكم واغتنموا فرصة هذا العيد بحل جميع الخلافات بينكم وبين أقاربكم وأرحامكم، ولا تكتفوا بالرسائل النصية عبر وسائل الاتصال الحديثة، وأكثروا من التكبير والتهليل والتحميد واعتنوا بالأضاحي وأطعموا أهلكممنها، جعلنا الله وإياكم من المقبولين.
وبهذه المناسبة السعيدة، أزف أجمل التهاني والتبريكات بهذا العيد السعيد لقائد مسيرتنا ووالدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولأميرنا المحبوب سمو الأمير فيصل بن سلمان أمير المدينة المنورة ونائبه وللأُسرة المالكة والشعب السعودي.
أعاده الله على الأمة العربية خاصة والأمة الإسلامية عامة باليمن والبركات والله من وراء القصد.