د.شامان حامد
سُمي (الأضحى) لارتباطه بأجمل يوم وأجل مكان بالأرض موقف عرفة وموسم تشتاق إليه أفئدة البشر (الحج)، فهذا الاقتران بين يوم النحر والحج الأكبر، لكونها فلسفة تتأمل فيها الرؤية الإسلامية لرحلة ارتقاء وسمو روحي تتجلّى فيها الحِكَمُ والأسرار لمن كان له قلب أو ألقى السّمْعَ وهو شهيد.
إنه حج ما بعد الجائحة.. في نُسك وعناية.. واهتمام بضيوف الرحمن، تبيِّن رسالة السعودية للعالم، أنها الأقدر ولا غيرها، والأولى برعاية الحرمين الشريفين، ويُؤكد مقدار التلازم والارتباط، بمعنى الفداء عن الذات لله سبحانه، كما فدى نبي الله إبراهيم عليه السلام كبشا عن إسماعيل، في حادثة مثلت أعظم امتحان إلهي يتعرض إليه الإنسان، والمملكة العربية السعودية تتعرف لمحن جمة في كل عام يهون عليها خدمة واستقبال ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار من شتى أنحاء المعمورة؛ ليؤدوا الركن الخامس من أركان الإسلام في أجواء إيمانية، تحفها السكينة والأمان والراحة والاطمئنان، تُغلق أبواب الحُقاد والحاسدين عليها من مغالاة الدين وشياطينهم والتدويل الذي يُطلقونه ليل نهار.. مُستمرة في طريقها لا يُثنيها أحد أيا من كان بفضل الرحمن، بتوجيهات من حكومة خادم الحرمين الشريفين بمشاريع تتجدد وتتطور سنويًّا، منها توسعة الحرمين والمشاعر لتسهيل السبل والوسائل، والتيسير على قاصدي المشاعر من ضيوف الرحمن، محتسبين عند الله الأجر، ومتطلعين إلى أن يعود الحجاج إلى ديارهم بتجربة فريدة وقصة يروونها بشغف، في تفاعل عالمي إنساني وإيماني.
فالله أكبر ما نوى الحجاج وأحرموا، وما دخلوا طرقات وشعاب الرحاب الطاهرة في مكة والمدينة، والله أعظمُ عدد ما طاف حول البيت الحرام بالأرض وعليائه من حُجاج مُكبرين مُهللين.. والله أكبر عدد ما نُحر من الذبائح وما فدوا، بنور شمس لأضحي مُبارك، وأداء ركن أعظم لمن استطاع إليه سبيلا، فحج إلى بيت الله العتيق مبرورا، وعودة لحجيج بيته مغفورا لهم فيها، تتجلى بوجوههم أنوار القبول والرحمة التي تعبوا لأجلها.