غالب الذيابي
هكذا يزعم الحثالة، وهكذا يفتري من يجمعنا به رابط الدم ووحدة المصير، ووحدة (الزي)!!
يدلسون على الناس لحاجة في نفس كبيرهم الذي علمهم الغدر. أعلم أنهم يخاطبون السذج من الناس (ضحايا التنميق والجمل الرنانة) ليحظوا منهم ولو بانطباع مغلوط تجاه السعودية وذلك في استغلالٍ وضيع لمشاعر العامة كلما اقتربت هذه المناسك العظيمة. لكن الأراذل الآثمون قد فات عليهم أن أفعال المملكة تدحض وتفند افتراءاتهم وافتراءات من يدفعهم لذلك من معتمري الجوخ.
أضف إلى ذلك أن أحداق المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ترصد تجارة المملكة الرابحة مع الله، فانظر لها ناطقة بها العيون قبل الأقلام. فخدمة الحجاج حظوة إلهية خصّ الله بها المملكة العربية السعودية فاتخذت على عاتقها حمله وأمانته. وهذه مهمة شاقة لا تستطيع حملها أي دولة. فذللت مصاعبه، وسهلت معاضله، وكل محال صار ممكناً، حتى سعير مكة صار برداً وسلاماً بفضل نظام الرذاذ المميز الجالب لسعادة النفس وراحة الجسد.
إن خدمة ضيوف الرحمن ديدن لقيادتنا الرشيدة حيث كان الإمام عبد العزيز بن محمد يقوم على خدمة الحجيج في المشاعر المقدسة آمراً رجاله بمساعدتهم وكذلك فعل ابنه الإمام سعود رحمهما الله والسيطرة على البلد الحرام ليست في أيديهم. فكيف يكون الحج تجارة والفاقد المالي يوازي فاقد الأزمات الطارئة!! وللمرء أن يتخيل حجم السخاء المادي الذي تحظى به مناسك الحج والعمرة. وهو نقيض لهذا العنوان الذي جاء كردة فعل على مقطع أحد المبغضين.
إن الإنفاق كبير وقد يكون خسارة مادية لكنه في واجب وأولوية من أولويات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين أيدهما الله.
وأنيط الشعب السعودي أجمع بهذا الواجب وازداد شرفاً به. وقد اعتادت الدولة رعاها الله على أن تنتدب خصيصاً لنجاحه ألمع الأطباء والممرضين والصيادلة، وخبراء الأجهزة الطبية، ووفرت الدواء واللقاحات، حتى خبراء الطقس والطبيعة من الإدارات المتخصصة والجامعات. فضلاً عن تسخير آلاف من رجال الأمن وعيونه الساهرة في مهمة لا تحملها حملة (الأسفار) الذين أغاظهم نجاحنا ونغَّصتهم أعمالنا فظنوا أنهم بهذا التشويش يعكرون صفونا ويثبطون عزيمتنا ونحن ماضون على قلب رجل واحد في الحفاظ على هذا الشرف النبيل الذي اقترنت به صفة قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين.
وخالقي لا يثلج الصدور إلا جموع المسلمين في البقاع الطاهرة تتلو وتردد دعاء إبراهيم عليه السلام. (اللهم اجعل هذا البلد آمناً وأرزق أهله من الثمرات). فوجاً يتلوه فوج، ألسنة لاهجة بالدعاء حباً ووفاءً لبلادنا وقيادتها وشعبها المخلص، الذي يرى خدمة الحجيج مفخرة من مفاخره العظيمة فاعتاد أن يتسابق لنيلها كل عام ويتطوع لها راضياً غير مكره، مقبلاً لها غير مدبر.
والسعودية بقدر ما تنفق بقدر ما يفتح الله لها خزائن الأرض فيعوض الفاقد ويزداد النماء ويحسن التدبير.
وهذا سر من أسرار التوفيق الذي تفضل به الله على بلادنا وأفاض عليها من أوشال الخير نظير ما قدمت من سخاءٍ وبذل خالصاً من آفة الرياء والمنة. أما الأرذال فما ساسوا إلا أحلام الخسة والدناءة وما قبضوا منها إلا حفنة ترابٍ عفرها الندم.
ندري وش اللي مزعجك يـ ابرق الريش
وتشوف أمانتنا بعينٍ كفيفة
هذا الشرف ماهوب قسم الدراويش
ما يحمله راع العروق الصخيفة
ناسه على كسب المعالي مداغيش
الله خلقهم للحمول الكليفة
من عهد أئمتنا هل الخيل والجيش
ما فيه إمام الا يعقِّب وصيفه
في خدمة المسلم تجدهم معاطيش
قاموا على حسن العمل والوظيفة
والا انت محسوبٍ حساب الخفافيش
(لو كان ابوك حصان وامك شريفة)
نشوف غيظك صار يزمي على ويش
تسمع بنا مثل الجبال المنيفة
ترى السعودي ما نفع فيه تشويش
حشد الحثالة كلها ما يخيفه