رمضان جريدي العنزي
التظليل القاتم له الكثير من الأضرار، والكثير من البشاعة، والكثير من سوء المنظر، وفيه لبس وتوجس ورعب وخيفة، وغير حضاري، وليس له أدنى فائدة، وغير أمني، فهو يخفي ما بداخل المركبة تماماً، ولا تعرف من بداخلها، ولا يساعد قائدها على الرؤية الصحيحة، والقيادة السليمة، وهو خارج عن نطاق القانون، ومخالفاً تماماً لشروط التظليل الصحيحة ومواصفاته التي أقرها ووضعها المرور نفسه، والذي يجب أن يكون شفافاً ومن الدرجة الثانية وليس قاتم اللون أسود. إن أصحاب محلات الزينة يتحمّلون الوزر الأكبر في فعل هذا الشيء، كونهم يخالفون تماماً تعليمات المرور وإرشاداته، ويضربون بها عرض الحائط، ولا يبتغون سوى الربحية أياً كانت انعكاساتها السلبية. إن السيارات المظللة باللون الأسود الكلي القاتم والغامق مجرد مناظر بشعة تثير المخاوف، وتبعث في النفس التوجس، وتصنع في الروح الاشمئزاز، كونها مليئة باللغط والشبهة، وفيها الكثير من علامات التعجب والاستفهام، لقد أصبحت في الآونة الأخيرة مجرد موضة وخاصة بين الشباب المراهقين، فهم يتباهون بذلك ويتفاخرون، محاولين بذلك كسر الأنظمة واختراقها وتحديها. إن كما على المرور مسؤولية متابعة هؤلاء وردعهم الردع الزاجر لهم، وعدم السماح لهم بتظليل سياراتهم باللون الأسود الغامق الكامل والمغطي لكافة منافذ السيارة، فكذا على الأهل مراقبة أبنائهم ومنعهم من التظليل وإرشادهم والأخذ بأيديهم وتبيان مخاطر هذا العمل السيئ وانعكاساته. إن على المرور قطع دابر هذه الظاهرة تماماً والتي تفشَّت بين الشباب بشكل لافت صاعد وكثيف. إن المسالة بحاجة لوقفة عاجلة من الأسر والجهات المرورية، تطبيقاً لروح القانون المروري الذي يمنع بشكل قاطع وتام هذا النوع من التظليل. إن على المرور الموقر لكي يقضي على هذه الظاهرة من أسها، عليه أن يشن عملة كثيفة وكبيرة ومتتالية ودون هوادة أو مراعاة على محلات الزينة العشوائية والمنتشرة في كل زاوية وركن بشكل لافت، كونها مصدر البلاء، وركيزة المصيبة، والجالبة للشر والحوادث. إن لدي يقيناً تاماً بأن المرور سيقوم بحل هذه الظاهرة من جذورها بشكل مهني وكبير، وسنصفق له، وسنهديه التحية والسلام.