محمد سليمان العنقري
ارتفاع أسعار السلع والمنتجات عالمياً لم تعد اسبابه خافية على أحد، فجائحة كورونا وما تسببت به من اقفال للمنشآت بمختلف القطاعات أدت بالنهاية لتعطل سلاسل الامداد عالمياً مع ارتفاع تكاليف الشحن بنسب عالية جداً، ثم جاءت الحرب الروسية على اوكرانيا لتفاقم من ازمة التضخم بارتفاع اسعار الطاقة والسلع الغذائية بعد جملة من العقوبات اتخذتها اميركا وحلفاؤها ضد روسيا التي تعد من اكبر المنتجين والمصدرين لتلك السلع، وبدأت الدول تتخذ خطوات لكبح التضخم من تحول نحو التشدد بالسياسة النقدية اضافة لاجراءات تتعلق بخفض التكاليف، وكذلك برامج دعم لزيادة المخزون الاستراتيجي من السلع وكذلك منح الفئات الاكثر تضرراً من ارتفاع الاسعار دعماً مالياً ليغطي نفقاتها الاساسية، وهو ما اتجهت له المملكة حيث صدر توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بناءً على ما رفعه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله، بالموافقة على تخصيص 20 مليار ريال لمواجهة تداعيات ارتفاع الأسعار العالمية قبل حوالي عشرة أيام.
لكن اذا كانت الحكومات تتخذ خطوات مدروسة لكبح التضخم يكون لها اثر على المدى القصير والمتوسط والبعيد فإن للأفراد والأسر دوراً في غاية الاهمية للحد من ارتفاع الاسعار الذي سببته ظروف عالمية بالمقام الاول كون الازمة موجودة في كل بلدان العالم، ففي مثل هذه الازمات لابد من اعادة النظر بالنفقات عموماً حتى يتم ضبطها وفي مثل هذه الحالة لا يمكن ان تكون هناك نصائح محددة اذ ان لكل اسرة او فرد ظروفاً في الانفاق ومقدار الدخل لكن يمكن الانتباه لبعض التكاليف التي يمكن توفيرها مثل خدمة توصيل طلبات المطاعم للمنازل والتي تتم عبر شركات التوصيل فالزيادة عبر خدماتهم تفوق 20 بالمائة عن الأسعار فيما لو ذهب المستهلك للمطعم بنفسه كما ان تنظيم المصروفات على العديد من ابواب الانفاق يساهم بخفض الفاتورة للاسرة والفرد فلابد من مراقبة التكاليف الاضافية واي السلع كان تأثيرها اكبر بالفاتورة بحيث تتم معالجة حجم الانفاق والكميات المستهلكة بما يحد من تأثير ارتفاع الاسعار على ميزانية الاسرة، ويشمل ذلك كل بنود الانفاق فعندما تقوم بمراجعة نفقاتك شهرياً فستكتشف اي البنود كان الاعلى نصيباً منها، وبذلك يمكنك اعادة تخصيص المبالغ لكل بند وفق الاحتياج الفعلي وكذلك ارتفاع السعر لكل سلعة أو منتج اساسي فالجميع متأثر بارتفاع الاسعار لذلك المعالجة تكون من الأسرة نفسها بضبط ميزانيتها حتى يتم تجاوز هذه الازمة العالمية المنشأ.
مواجهة التضخم من قبل المجتمع له اساليب عديدة فكل أسرة او فرد يتخذ ما يناسبه منها ويمكن الاستعانة ببعض التطبيقات التي تعنى بتقديم خدمة حصر حجم الانفاق من خلال ادخال كافة المصروفات وابوابها فيها مما يعطيك فكرة كاملة عن حجم نفقاتك الفعلية شهرياً وسنوياً، واين تتوزع النفقات بالاضافة لضرورة التعاون مع الجهات المعنية بالتبليغ عن مخالفي الاسعار والمتلاعبين فيها، كما ان للاعلام الرسمي دورا مهما من خلال اطلاق برامج توعوية حول الاستهلاك وكيفية ضبط الانفاق فالحلول لا يمكن ان تنحصر بطرف واحد.