د.عبدالعزيز الجار الله
يتم في هذه الأيام موسم حج يوليو 2022م-1443هـ تداول لقطات فيديو لقافلة من سيارات إسعاف وزارة الصحة والهلال الأحمر السعودي والمستشفيات الحكومية السعودية، يحملون حجاجاً مرضى عاجزين عن الحركة بدون مساندة طبية ويرافقهم فريق طبي كامل وسيارات طبية مساندة ومساعدة أمنية لفتح الطرقات للحجاج المرضى، ينقلونهم من منطقة المدينة المنورة إلى مشعر عرفات في مكة المكرمة حوالي (450)كيلومتر نحو (5) ساعات في طريق البر، صباح يوم الجمعة الماضية يوم الوقفة في عرفة، أعتقد هناك مرضى في منطقة مكة المكرمة ومناطق المملكة يحظون بنفس الرعاية والاهتمام أي قوافل أخرى تأتي محملة بالمرضى لإتمام مناسكهم.
هذا مظهر من مظاهر الخدمات المجانية والرعاية من القيادة الكريمة وحكومة المملكة والشعب السعودي، وليس المجال هنا لذكر وتعداد الخدمات المجانية التي تقدم للحجاج والمعتمرين والزوار، لكني أشعر بالحزن والضيق بأن مثل هذا العمل الجليل يمر بلا إعلام وإدارة إعلامية، إلا مصادفة من كاميرات الهواة، أيضا دون توثيقه ونشره ودعمه ببرامج تلفزيونية لاطلاع العالم على نوعية من الأعمال التطوعية، والخدمة غير الانتقائية في التعامل مع الحالات المرضية التي تقدم للجميع من طالبي الخدمة.
كان أمامنا المجال واسعا من تحويل هذا العمل إلى مادة إعلامية ليس للدعاية والمفاخرة بل خلق روحاً وثابة لفعل الخير لعالم إسلامي عاش مسيرة من صراع الأمم وتحديات الدول للتقليل مما يقدمه للعالم من أعمال خيرية وإنسانية، وترك الباب مشرعا للغرب والدول الأوروبية والأمريكية والغير من الشعوب في تقديم نفسها كراعية للرحمة والإنسانية، ومنها عندما يتباهون في انقاذ قطة عالقة على جسر، أو تمساح صغير عالق في بحيرة وجدول ماء، أو بطة وصغارها تود أن تعبر الطريق، أو غزال ووعل أمسك سياج المحمية أحد قرنية، لتعمل منها بطولة ومادة فيلمية دلالة على العطف والرحمة والإنسانية في المجتمعات الغربية.
لا أقلل من هذه الأعمال الخيرية لكن لدينا أعمال جليلة وإنسانية تقدم لجميع الحجاج ومجانية لكننا فقط افتقدنا كاميرا تلفزيونية تابعة لوزارتي الإعلام والصحة ترافق أعمال الدولة الخيرية توثقها وتطلع العالم عليها باعتبارها أنموذجا للعمل الخيري، وصورة تعبر عن رحمة هذا الدين وتسامحه، وما تقدمه القيادة والشعب السعودي سنويا من أجل الله ثم الإنسانية لخدمة ضيوف الرحمن.