علي الصحن
هبوط الأهلي لدوري الدرجة الأولى أمر يخص الأهلي والأهلاويين وحدهم، مثله مثل هبوط الفيصلي والحزم، ومن طبيعة الحال فلابد من وجود متعاطفين مع الأهلي بالنظر إلى تاريخه وجماهيريته، وهناك متعاطفون لمصالح خاصة وأهداف معينة، وهناك من أسعدهم هبوط الأهلي من باب (من طق الباب حصل الجواب) وبالنظر إلى مواقف سابقة لمحسوبين على إعلامه ومدرجه، وكيف كانت لغة الشماتة والتقليل من الآخر هي لغتهم السائدة، عند اقتراب فريق آخر من الهبوط، فضلاً عن أمنيات صريحة بخسارة فرق أخرى لمباريات قارية ثم الاحتفال بعدها.
هبوط الأهلي لم يكن مفاجئاً لمتابعي الدوري، كانت مقدماته ظاهرة من البداية، ومع ذلك لم يكن هناك تحرك فعلي لإنقاذ الفريق، مثل ما حدث في فرق أخرى نجت بنفسها في الامتار الأخيرة من سباق البقاء، في الواقع بدا أن بعض الأهلاويين يراهن على تاريخ الفريق ومدرجه، وأنه سينجو في اللحظة الأخيرة على الأقل، وأن فريقًا مثل الأهلي لا يمكن أن يهبط، وفات هؤلاء قراءة المشهد جيداً فالحال ليست كما هي قبل سنوات، ففرق دخلت عالم الذهب، وفرق حققت ألقابًا لم يكن أحد يتوقعها في زمن مضى، والباب الذي لم يكن ليتسع إلا لفرق معينة لم يعد كذلك، فالجميع مرشح للقب والجميع أيضًا ربما يدخل دائرة الهبوط.
عندما يتحدث البعض مشيدين بأطراف معينة لأنها وقفت مع الأهلي وساندته بعد هبوطه إلى الأولى، ومهاجمين أطراف أخرى لأنها لم تكن كذلك، هل فات عليهم أن بضاعتهم ردت إليهم، وهل عادوا إلى ما كتبوه مثلاً عن خسارتي الهلال في نهائيي آسيا 2015 و2017 أو ما قالوه عندما كان الاتحاد ينافس على البقاء قبل موسمين، وأنا هنا لست مدافعاً عن أحد أو مؤيداً لأحد، ولكني أمام مواقف متناقضة أجدني متوقفاً عند قصيدة الليثي والتي جاء فيها:
«يا أَيُّها الرَجُلُ المُعَلِّمُ غَيرَهُ
هَلا لِنَفسِكَ كانَ ذا التَعليمُ
لا تَنهَ عَن خُلُقٍ وَتأتيَ مِثلَهُ
عارٌ عَلَيكَ إِذا فعلتَ عَظيمُ»
كل ما أتمناه هنا هو التوفيق للجميع، وأن يعود من يستحق إلى حيثما يستحق، وأن يكون الهبوط درساً للجميع، يتعلمون منه أموراً فنية وإدارية تمنع تكرار الأخطاء، وتجعل الإداري يتخذ القرار المناسب في الزمن المناسب، كما أن على الإعلامي والمشجع المحسوب على أي نادٍ أن يدرك أن الشماتة أمر منبوذ غير محمود، وأن الأيام دول والدائرة التي تحيط بغيرك قد تدور حتى تلتف عليك، وكما قال المتنبي:
«وقُل للشامتين بنا أفيقوا ..
فإن نوائب الدنيا تدورُ»
علماً بأننا لسنا شامتين بأحد، ولا نقلل من أحد، لكن نذكر فقط، والسعيد من اتعظ بغيره.