إعداد - عبدالله عبدالرحمن الخفاجي:
الأعمال الفنية التشكيلية هي نتاج إبداعي لحالة فنية يعيشها الفنان التشكيلي وقد يختلف هذا الإبداع بحسب المرحلة أو الحالة التي يمر بها الفنان كما يتأثر أيضاً بأسلوب الفنان وتمكنه وخبرته والعديد من العوامل الأخرى.
وغالباً ما يتساءل المتلقي على أي أساس يتم وضع قيمة هذه الأعمال الفنية؟
لماذا نجد فروقات شاسعة بين أسعار الأعمال الفنية؟
منها ما تكون قيمته المادية بمتناول الجميع، ومنها ما تشكل قيمته ثروة تصل لقيمة منزل كبير أو قصر فخم أو سيارة فارهة وقد يكون العمل الأقل سعراً أجمل لدى البعض وقد يكون العمل الأعلى سعراً غير مفهوم لدى العامة.
الأسس التي يبنى عليها تسعير قيمة اقتناء العمل الفني التشكيلي عديدة وتختلف من مكان لآخر ومن شخص لآخر لكن هنالك أسس غالبا ما يتفق عليها أصحاب الجاليريات وصالات العرض والمقتنين والمستثمرين.
فمن الأسس التي يتم بداية أخذها بعين الاعتبار وهي الأهم تقريبا: هوية الفنان التشكيلي ومسيرته وتاريخه الفني.
فالفنان التشكيلي الحقيقي هو من يصل لمرحلة يصنع فيها هويته الفنية الخاصة بأسلوب متفرد يميزه عن غيره من الفنانين ويمر بمسيرته الفنية بمراحل متنوعة كل مرحلة تكون أكثر نضوجاً مما قبلها وألا يقف عند مرحلة معينة يعتبرها هي الكمال، فالفنان الحقيقي يتعلم بعد كل لوحة ينتجها ويزداد خبرة في مجاله ويبتكر إبداعاً تلو الإبداع.
كما أن فكرة العمل الفني هي أحد الأسس المهمة التي تزيد من قيمته أياً كانت المدرسة التشكيلية المتبعة فيها والجودة في المواد المستخدمة في العمل تزيد من قيمته أيضاً كاختيار أنواع جيدة من الكانفس أو الورق واختيار الألوان الاحترافية ذات الجودة العالية واختيار الأدوات والخامات، وإخراج العمل بصورة جميلة،كل هذه الأمور لها أثر مهم في قيمة العمل الفني.
وعن ارتفاع أسعار أعمال بعض الفنانين التشكيليين الراحلين فيعود ذلك لتوقف انتاج هذه الأعمال وأن أعداد الأعمال التي تحمل اسم هذا الفنان أصبحت محدودة وأن الطلب عليها يزداد لأنها غالباً تكون استثمارا ناجحا طويل الأمد وهذا ما يفسر مضاعفة أسعارها وارتفاعها بشكل كبير.
وقد يكون للمزادات العالمية وعرض أعمال الفنانين في المتاحف أو في أماكن ذات قيمة اعتبارية سبباً أيضاً في ارتفاع أسعار أعمالهم.
أما بالنسبة لأعمال الفنانين الشباب فقد تكون البداية مع كل فنان أسعار بسيطة وتبدأ بالزيادة كلما زادت تجربته وتاريخه الفني، وقد نجد بعض الشباب يبالغون في أسعار أعمالهم الفنية منذ البدايات ولهذا آثار سلبية كثيرة على الفنان الشاب في بداياته حيث إن المبالغة في السعر قد تنفر المقتنين والمستثمرين من اقتناء أعماله، كما أن الفنان إذا ما بدأ بوضع أسعار غير مدروسة ومتفاوتة بين معرض وآخر وعمل وآخر يُفقد المقتني الثقة في الاستثمار بهذه الأعمال، وقد يضع الفنان الشاب هذه الأسعار بناء على مجاملة سمعها من أحد الأشخاص أو من مديح مبالغ به أو من خلال سماعه بأسعار بعض الأعمال الفنية لبعض الفنانين الكبار، وكل هذه الأسباب قد تكون سبباً في الإحباط لدى الفنانين الشباب بعد عودة أعمالهم لهم من المعارض التي شاركوا بها.
وفي النهاية أود أن أوضح أن العمل الفني ليس مجرد سلعة أو قطعة ديكور يتم تزيين الأماكن بها، إنما العمل الفني هو جزء من حياة فنان، تحمل في تفاصيلها روح ومشاعر وأحاسيس، تروي معاناة وسعادة، توثق تاريخ ومرحلة من عمره، كما أنها غالباً استثمار ناجح لرجال الأعمال إن كانت بدراسة وتخطيط صحيحين.
** **
تويتر: AL_KHAFAJII