د.عبدالعزيز الجار الله
(أنفاق عملاقة تخترق جبال مكة المكرمة والمشاعر المقدسة ذهاباً وإياباً، لتشكل معلماً مهماً للبنية التحتية، وتسهم في التغلب على وعورة الطبيعة الطبوغرافية، لتسهيل وصول الحجاج إلى المسجد الحرام دون عناء، ويبلغ إجمالي عدد الأنفاق بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة نحو 58 نفقاً، وتبلغ أطوالها الإجمالية أكثر من 30 كيلو متراً، وتحتوي في مجملها على أكثر من 66935 وحدة إنارة و599 مروحة نفاثة، و42 مولداً احتياطياً، كما تحتوي على عدد من مضخات المياه) جريدة الجزيرة واس يوم الثلاثاء الماضي 12 يوليو 2022م .
تقع مكة المكرمة في جبال الحجاز وهي الجزء الأوسط من المرتفعات الغربية المتكونة من جبال السروات جنوباً أقصاها منطقة جازان، وجبال مدين شمالاً بمنطقة تبوك، وتقع مكة على هضاب الحجاز الغربية والشرقية في تدرج سفوح المرتفعات الغربية التي يبلغ عرضها نحو (45) كيلومتراً.
سيكون المستقبل لشبكة الأنفاق، وسوف تصبح تقنية شق الأنفاق للسيارات والقطارات هي السمة المتبعة في طرق مكة خاصة إذا عرفنا أن مكة المكرمة ترتفع عن سطح البحر حوالي 300 متر، وتكوين جبال مكة هو ضمن قطاع الدرع العربي في تركيب جيولوجي صعب يمتد من الشمال إلى الجنوب، أيضاً يعد تحدياً لبلدية وقطاع النقل، لكن ظروف تجمع الحجاج تتجاوز أعدادهم (3) ملايين من الحجاج في أيام محددة، وملايين من المعتمرين والزوار طوال العام تجعل من شبكة الأنفاق حلولاً لكثير من مشكلات العاصمة المقدسة.
إذن شبكة الأنفاق وعددها (58) سوف تسهم في تسهيل الحركة المرورية، وانسياب الطرق للوصول إلى الحرم المكي من مشعر: عرفات ومزدلفة ومنى, لتصبح مكة داخل شبكة أنفاق مترابطة مما يقلل كثيرًا من الاختناقات المرورية التي كانت تعانيها سابقاً، وتختصر المسافة بين منطقة الحرم ومجمعات الفنادق الواقعة في أطراف منطقة الحرم، كما توفر الكثير من الوقت والجهد والإشارات المرورية والتقاطعات، وتقلل من الحوادث المرورية لأنها نفذت على مسارين منفصلين ذهاباً وإياباً، وتربط بشكل سريع بين مدن الحج الأربع: عرفات ومزدلفة ومنى والحرم المكي. بالإضافة إلى ربط أحياء مكة الكبيرة ببعضها ، وربط المساجد الكبيرة في أطراف مكة: مسجد عائشة رضي الله عنها التنعيم أو العمرة، كذلك ربط مكان العمرة في عرفات والجعرانة.