أحمد المغلوث
حتى هذا اليوم ما زالت الصحافة المحلية والخليجية والعربية والعالمية تتناول بالتحليل والتأويل وكتابة وجهات النظر المختلفة التي في مجملها تخلص إلى تقديرها الكبير للدور الكبير الذي لعبته وما زالت تلعبه بل تقوم به بصورة دائمة ودقيقة وواسعة المملكة وهذا يؤكد تميز ونجاح سياستها الخارجية في مختلف عهود قادتها العظام رحمهم الله وصولا إلى هذا العهد الزاهر بالفعل والعطاء عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين سيدي الأمير محمد بن سلمان الذي جعل العالم كل العالم ينظر إليه بتقدير وإكبار على الرغم من غيرة البعض من سموه في بعض الدول العربية والأجنبية لنجاحه اللافت ومحاولة الصيد في العكر ومع هذا ها هو ونيابة عن خادم الحرمين الشريفين يثبت للعالم بصورة مدهشة تميزه وجدارته في إدارة «قمم جدة» و»قمة جدة للأمن والتنمية» بحرفية قائد موهوب لا في مجال القيادة والسياسة فحسب وإنما في مختلف المجالات أليس هو «عراب الرؤية» التي راحت بعض الدول تسير في نفس اتجاهها ولا شك أن زيارة فخامة الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن للمملكة بشكل خاص ولمنطقة الشرق الأوسط بشكل عام كان لها أهمية كبرى كونها تأتي في وقت يشهد فيه العالم تحديات عديدة بعد جائحة كورونا وحرب أوكرانيا وتراجع الاقتصاد في العديد من دول العالم وارتفاع مستوى التضخم الذي بات واسع النطاق بل لا تخلو منه دولة ما حتى الدول المعروفة بكونها دول غنية بل فاحشة الثراء كذلك وكما يشير خبراء الاقتصاد إلى أن نظاماً عالمياً جديداً متعدد الاتجاهات والاهتمامات وحتى القوة ومحاولة الدول القوية التدخل بنفوذها وقدراتها على السيطرة على دول أخرى.
وتأتي «قمة جدة للأمن والتنمية وما حققته من نجاحات مختلفة أكان من جانب الإعداد والتنظيم أو ما تضمنته من لقاءات ومناقشات واضحة وصريحة خلال لقاءات القيادة السعودية مع ضيفها الكبير أو عبر لقاءات القمم التي ضمت لقاءات فردية بين قادة مجلس التعاون الخليجي وجلالة ملك الأردن والرئيس المصري ورئيس وزراء العراق والرئيس الأمريكي. جميعها أتاحت الفرصة لوضع الأوراق على الطاولة كما يقال وبالتالي كان الحديث صريحاً وواضحاً خاصة ما تم في اجتماع الرئيس بايدن وسيدي ولي العهد وجهاً لوجه وما أثير فيها من مواضيع حساسة أو ما أثاره جميع القادة المشاركين في قمة جدة للأمن والتنمية السبت الماضي حيث تطلع الجميع في كلماتهم بدءا بكلمة رئيس القمة ولي عهدنا فلقد وضع النقاط على الحروف وعبر عن تطلعاته ورؤيته والوطن وحتى جميع الدول المشاركة فيها وشعوبها في أن يسود السلام والتنمية والتطور المنطقة بعيدا عن المشاكل التي يثيرها تدخل النظام الإيراني في بعض الدول في المنطقة مطالبين هذا النظام بحسن الجوار والتقدير والاحترام والالتزام بقواعد حسن الجوار والاحترام المتبادل واحترام السيادة.كما جاء في البيان الختامي للقمة المشتركة والمتميزة التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين وضمت قادة مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق وأمريكا. بهدف تأكيد شراكتهم التاريخية وتأكيد وتعميق علاقاتهم التي جميعهم يعتزون بها ويتطلعون لاستمرارها من أجل حياة مستقرة ولا شك أن ما جاء في البيان هي أهداف مشروعة وحقوق ثابتة أقرتها قرارات دولية منذ تأسيس الأمم المتحدة في عام 1945م. وماذا بعد لقد نجحت «قمة جده للأمن والتنمية» وبات هذا النجاح الكبير وساماً على جبين وطننا الكبير الذي أكد للعالم قدرة قادته على توصيل رسالة لأمريكا وللعالم من خلال مكانتها الدينية وقدرتها المالية ودورها الكبير في رسم واقع للمنطقة يسوده السلام والخير لشعوبها تحت أنظار القيادة الأمريكية لما يجب أن يكون عليه مستقبل المنطقة في زمن تسوده وتقلقه العديد من التحديات. وهكذا لعبت المملكة العظمى دورها القيادي بجدارة ودفعت بقمة جدة إلى منصة النجاح والإبهار..