إبراهيم بن سعد الماجد
زيارات رؤساء العالم للمملكة العربية السعودية، منذ التأسيس وإلى اليوم، لم تكن ذات بعد اقتصادي فقط، بل إن البعد السياسي هو الأقوى والأهم.
سياسات المملكة لم تكن يومًا من الأيام ذات أطماع في ما لدى الآخرين، بل كانت ترتكز على ما يحقق للمملكة ودول المنطقة الاستقرار والرخاء، وينعكس على العالم أجمع بمثل ذلك، ذلك لأن استقرار منطقة الخليج تحديدًا له أثره البالغ على استقرار ورخاء العالم أجمع.
الزيارة التي قام بها الرئيس الأمريكي للمملكة ولقائه بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله - وما صدر عن هذه الزيارة من بيان مشترك، وكذلك ما تناولته وسائل الإعلام المختلفة، المحلية والعربية والعالمية، جاء في المسار الذي رسمته المملكة، ونادى به سمو الأمير محمد بن سلمان أكثر من مرة، وفي أكثر من مناسبة.
في هذه المقالة لن أعلق على البيان ولا على ما تم طرحه عبر وسائل الإعلام، ولكنني أحاول أن أقرأ المشهد من زاوية ربما مختلفة بعض الشيء، وإن كان الضوء مرّ بها بشكل أو بآخر، هذه الزاوية ما يمكن أن نطلق عليه (الحكمة السعودية) نعم إنها الحكمة، وإلا لو لم يكن هناك حكمة لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه من إخضاع سياسات العالم لمطالبنا، ولما استطعنا الذود عن حياضنا.
في أول لقاء جمعنا بسمو ولي العهد قبل ست سنوات أو تزيد، قلت إننا أمام شاب يتقد حماسًا لوطنه، ويمتاز بسرعة التفكير والبديهة، ولا يمكنك أن تتخيل إلا قفزات هائلة سيحققها.
العالم الحاقد رسم صورة سوداء لمستقبل هذا الوطن بقيادة هذا القائد الشاب، و لوجود (الحكمة) لم ترد القيادة السعودية، ولم يدخل سمو ولي العهد في مزايدات سياسية نتيجتها محسومة مسبقًا، بل كانت (الحكمة) هي من يدير كافة الملفات!
قالوا ما قالوا، وكان القول الفصل هنا على أرض المملكة العربية السعودية، هذه البلاد التي لا تقبل المساس بعقيدتها ولا بسيادتها من أي كائن كان.
(نتمنى من العالم احترام رسالتنا وقيمنا النبيلة التي نفتخر بها ولن نتخلى عنها) محمد بن سلمان.
كلمات موجزات قالها سموه في كلمته أمام الرئيس الأمريكي، وهي بالطبع موجهة للعالم أجمع شرقه وغربه (نفتخر بها ولن نتخلى عنها) حكمة المسار السعودي الذي يجب على العالم إدراكه وعدم المحاولة المساس به (رسالة وقيم) العالم أجمع يدرك ماذا يعني سموه بالرسالة والقيم، ولذا على كل من يريد العمل معنا عدم المحاولة بالمساس برسالتنا وقيمنا الخالدة التي هي رسالة وقيم ديننا العظيم.
(الحكمة السعودية) جعلت ساسة العالم يعتذرون، ويأتون مذعنين للإرادة السعودية.
نحن دعاة سلام، وبناة حضارة، ولذا قلنا ونقول دومًا أيدينا ممدودة لمن يريد مشاركتنا في تحقيق الأمن والسلام والاستقرار للعالم أجمع.
سمو ولي العهد في أكثر من حوار وتصريح يؤكد على وجوب إدارة الأمور بالحكمة المفضية إلى رخاء واستقرار العالم أجمع، وإذا مارسنا هذا المبدأ النبيل في كل الملفات التي كانت شائكة ومتشابكة وحققنا نجاحات شهد بها العدو قبل الصديق.
قيل:
من يملكون الحكمة يملكونها لأنهم يحبون أما الحمقى فلأنهم لا يظنون أن يستطيعوا فهم الحب, باولو كويلو